نازحون بريف الرقة الشمالي ينتقدون التوزيع “غير العادل” للمساعدات الإنسانية
الرقة – نورث برس
انتقد نازحون بريف الرقة الشمالي من عدم استهدافهم بالمساعدات الإغاثية من قِبل المنظمات الإنسانية العاملة في مدينة الرقة.
ويقول هؤلاء إن آلية التوزيع “غير عادلة” وإنهم باتوا بأمس الحاجة للمساعدات في ظل الانهيار الكبير لقيمة الليرة السورية وعدم توفر فرص العمل.
معيلة أيتام
وقالت سحر العيدان (40 عاماً)، إنها ومنذ خروجها من قرية أبو خرزة شمال عين عيسى قبل تسعة أشهر، تنقلت بين عدة قرى لينتهي بها المطاف في مزرعة تشرين.
وتعيل العيدان أربعة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم الثانية عشر بعد أن توفي زوجها قبل عامين خلال حادث مروري في منطقتهم.
وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، اضطرت “العيدان” للاشتغال بأعمال مختلفة وأجرة متدنية لتعيل أسرتها.
“أعمل حالياً ضمن ورشة محلية لقطاف القطن لكي أعيل أسرتي، فليس هناك من ينفق على العائلة سواي.”
وعملت المرأة منذ نزوحها بأعمال مختلفة في الأراضي الزراعية بأجر يومي لا يتجاوز ألفي ليرة سورية، “لكي لا أمدَّ يدي إلى الناس.”
ومنذ استقرارها بمزرعة تشرين (/٣٠/كم شمال مدينة الرقة)، لم تتلقى مساعدات إنسانية إلا مرةً واحدة، وقد كانت ناقصةً، بحسب قولها.
وقالت: “في كل مرة يُعلَنُ فيها عن توزيع المساعدات الإغاثية أتوجه إلى الكومين لكي يسجِّل بيانات عائلتي ولكن عند توزيع المعونات لا يصلنا شيء.”
وأضافت: “لقد كانوا يتحججون بأن هذه المساعدات مخصصة للمقيمين من أبناء القرية ولم يحن دور النازحين إلا مرةً واحدة.”
وحصلت في تلك المرة على كيس من الطحين وبعض المواد الغذائية الأخرى، “كانت السلة ناقصة مقارنةً بالسلال التي استلمها جيراني.”
تسويف الكومين
وقال عبدالله العليوي (51 عاماً)، وهو نازح من بلدة سلوك ومقيم بقرية الخبّاص شمال الرقة، إنه لم يتلقى أية مساعدة منذ قدومه إلى المنطقة قبل عام.
ويعاني “العليوي” من التهاب غضروفي في ركبته اليسرى، ورغم ذلك يضطر إلى العمل بمهنة البناء الشاقة لتأمين مصاريفه اليومية.
وقال “العليوي”: “لدي التهاب غضروفي يتسبب بألم حاد بسبب ساعات الوقوف الطويلة أثناء عملي، ولكن لا أملك عملاً آخر لذلك أتحمّل الألم لكي أعيل أسرتي.”
ومعظم ما يجنيه الرجل من مردود مادي يدفعه ثمناً لمسكنات الألم ولعلاج لساقه.
وقال أيضاً إنه لم يستفد من توزيع المساعدات في قريته رغم أن التوزيع جرى ثلاث مرات.
“سجلت اسمي لدى كومين القرية ولكن لم أتلقى أي مساعدة.”
وأضاف: “في كل مرة أسال الكومين عن حصتي من السلال الغذائية يجيبني المسؤول أنه سوف يتم توزيع سلال غذائية للنازحين بشكل منفرد ولكن لم نرى شيئاً.”
ويبلغ عدد المنظمات المرخصة في مجلس الرقة المدني /104/ منظمات، كما يبلغ عدد المخيمات العشوائية في ريف الرقة /34/ مخيماً.
ويقطن هذه المخيمات /21/ ألف نازح من مختلف مناطق سوريا، في حين وصل عدد النازحين الكلي إلى /80/ ألف نازح يقيمون في ريف و أحياء مدينة الرقة.
وقال سامر الناشف، رئيس مكتب المنظمات التابع للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس الرقة المدني، إن “العمل يتم بالتنسيق مع المنظمات المرخصة في مجلس الرقة المدني.”
وأضاف أن آلية توزيع المساعدات الإنسانية على سكان مدينة الرقة من مقيمين ونازحين “تتم بتوزيع السلال الغذائية وكروت الكاش وفق معايير لاستهداف الفئات المجتمعية الأكثر حاجة.”
وقال “الناشف” إن المكتب يعمل على توزيع المساعدات وفق تقييمات تقوم بها لجان مختصة، وفق قوله.
وأضاف أنهم يعملون على استهداف المخيمات بالمساعدات المُقدَّمة من قِبل المنظمات العاملة في مدينة الرقة “بنسبة مئة بالمئة.”
وأشار إلى أن الاستهداف يتم بشكل دوري وفق برنامج كل منظمة في توزيع المساعدات، وهو ما ينفيه نازحون.
وقال الناشف: “أما فيما يتعلق بالنازحين المقيمين ضمن التجمّعات السكانية في القرى وحتى داخل المدينة، فيتم استهدافهم وفقاً لتقييمات كومينات الأحياء التي يقطنون بها.”
لكن المسؤول أقر بوجود “بعض الأخطاء وبعض حالات الفساد” التي قد تحصل أثناء إحصاء السكان ورفع جداول التقييمات إلى الجهات الداعمة.