رغم أن الإنتاج محلي.. أسعار زيت الزيتون في منبج تواكب الغلاء

منبج – نورث برس

ينهي جاسم حفني (43 عاماً)، رحلة بحثه القصيرة في محال بيع زيت الزيتون في مدينة منبج شمالي سوريا، بشراء نصف كيلوغرام بألفي ليرة سورية.

وقال إنه لن يبحث أكثر فالأسعار لا تناسبه هذا الموسم أيضاً، وذلك بعد سبعة أشهر من تناول أفراد عائلته لزيت دوار الشمس مع الزعتر في وجبة الفطور.

ويضطر سكان اعتادوا شراء كمية كافية من زيت الزيتون لعائلاتهم إلى التخلّي عنه بسبب الغلاء هذا العام، رغم توفر إنتاج الزيتون في ريف منبج ومعاصره في المدينة.

ويعيد قائمون على زراعة الزيتون وبيعه الغلاء إلى تدهور قيمة الليرة السورية، إذ تضاعفت أسعار كافة المواد الأساسية والغذائية منذ موسم العام الفائت.

وأضاف “حفني”، وهو عامل يتلقى أجرة يومية، أن كمية نصف الكيلوغرام التي اشتراها ستكفي عائلته لوجبة واحدة تضمّ بين مكوناتها زيت الزيتون، إلا أن سعرها يبلغ نصف أجرته.

ورأى أن “أسعار زيت الزيتون يجب أن تكون مناسبة لأصحاب الدخل المحدود، فهو إنتاج محلي وتكاليف إنتاجه ليست كثيرة مقارنة بباقي المنتجات.”

وقال العامل إنه اشترى تنكة زيت دوار الشمس (16 لتراً) بـ\40\ ألف ليرة سورية، “يبقى هذا أرخص قليلاً.”

ويبلغ ثمن تنكة زيت الزيتون في منبج \55\ ألف ليرة سورية، بينما كانت تباع في العام السابق بـ\20\ ألف ليرة.

ورغم أن الإنتاج محلي، يرى منتجو وتجار زيت الزيتون في منبج أن من الطبيعي أن يكون سعر زيت الزيتون أغلى من الزيوت الأخرى.

ويبلغ عدد معاصر الزيتون /٢٧/ معصرة في مدينة منبج وريفها، بحسب مؤسسة الزراعة في منبج.

وتحصل هذه المعاصر في عملها على إنتاج الزيتون الذي يأتي من جميع أرياف مدينة منبج.

ويوافق إسماعيل عبادي (34 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع زيت الزيتون في منبج، على أن أسعار زيت الزيتون هذا العام “مرتفعة جداً” مقارنةً بالعام السابق.

وأعاد الغلاء إلى فقدان الليرة السورية لقيمتها، “فحتى أسعار الزيوت النباتية الأخرى ارتفعت.”

ومطلع أيار/مايو الماضي، ومع اقترب موعد تنفيذ قانون العقوبات الأمريكي “قيصر”، بدأ مسلسل الانهيار الحاد لقيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

 ومع بدء سريان القانون أواسط حزيران/يونيو الفائت، تفاقمت الأزمة الاقتصادية واشتد الخناق على السكان، في حين بدت الأسواق خارج السيطرة في عموم البلاد.

 ورأى “عبادي” أن صاحب الدخل المحدود كان بمقدوره العيش العام الفائت بألفي ليرة سورية يومياً، “أما الآن فيحتاج إلى خمسة آلاف ليرة لمصاريف الخبز والخضروات وحدها.”

ولم يستثنِ الغلاء مستلزمات الزراعة واحتياجات المزارعين وعائلاتهم التي تعتمد على إنتاجهم من الزيتون في تلبيتها.

وتبلغ مساحة الأراضي المرخصة المزروعة بأشجار الزيتون في ريف منبج ما يقارب \30\ ألف دونم، بحسب إحصاء لمؤسسة الزراعة في المدينة.

وقال هيثم الصالح، نائب الرئاسة المشتركة لمؤسسة الزراعة في منبج، إن بعض التفاوت في أسعار الزيوت هذا الموسم يعود لحاجة المزارعين في “مواكبة الغلاء.”

وأضاف لنورث برس: “كان سعر زيت الزيتون في موسم العام الفائت مناسباً لأسعار الصرف والمواد الأساسية حينها، ولم يختلف الأمر كثيراً هذا العام، لأن الأمر يتعلق بفقدان الليرة السورية لقيمتها.”

إعداد :صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد