“عفرين تنادينا”.. أطفال هواة وتشكيليون من مهجري عفرين يعملون لإقامة معرض فني
ريف حلب الشمالي- نورث برس
تستغرق هيفان طوبال في تأمل لوحتها حيث تبدو امرأة مسنة من عفرين تفترش الأرض متأهبة للرحيل، بينما يظهر جرارها الزراعي في الخلفية.
وينشغل /40/ طفلاً وشاباً من هواة وفنانين يتحدرون من عفرين، شمال غربي سوريا، بإنجاز أعمالهم الفنية في ورشة بقرية أحداث بريف حلب الشمالي.
وتحمل الأعمال الفنية رسالة تدعو لكسر الصمت إزاء احتلال مدينتهم من قبل تركيا وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها عام 2018 والانتهاكات المستمرة حتى الآن.
ويحمل المشروع، الذي يضم أيضاً أعمالاً لستة نحاتين يعملون منذ نحو شهر ونصف، عنوان ” عفرين تنادينا- صرخة سوريا”.
وقالت “طوبال” (28 عاماً)، وهي تشكيلية مهجرة من مدينة عفرين، لنورث برس، إنها رسمت خمس لوحات للمعرض.
وأضافت أنها تحاول توثيق ما مر أمام عينيها عبر ريشتها.
وأشارت التشكيلية الشابة إلى إحدى لوحاتها التي تحمل فكرة “عفرين عروس لم تكتمل فرحتها.”

ويقوم كومين الفنانين التشكيليين (وهي مؤسسة فنية) بالإشراف على تلك الأعمال لإقامة معرض للوحات ومنحوتات فنية.
وعلى أرضية الورشة، تتناثر مواد مختلفة وأصناف من الألوان والخشب والفحم، بينما ينهمك المشاركون في العمل أو التأمل للتقييم والتعديل أو تشييد لوحة جديدة للعمل عليها.
ومن المقرر إطلاق المعرض في غضون الأسابيع القليلة المقبلة داخل مخيمات مهجري عفرين وحلب ومناطق الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا.
وقالت صباح علي، وهي إدارية في كومين الفنانين التشكيليين، إن غالبية الرسومات مستوحاة من ذاكرة الفنانين أو من صور فوتوغرافية وثقت معاناة التهجير.
وتضم اللوحات أيضاً “مشاهد لضحايا هجمات تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها على مدينة عفرين، بالاضافة إلى صور لمعاناة المهجرين في المخيمات.”
وأضافت “علي” أن الهدف من إقامة المعرض يظهر من عنوانه “عفرين تنادينا”، أي أن المشاركين يخبرون العالم بأننا مهجرون قسراً في وطننا، ونريد العودة إلى منازلنا.
وتأمل الإدارية في كومين الفنانين في “كسر الصمت الدولي تجاه قضية تهجيرنا من مدينتنا، لأن الفن لغة يفهمها العالم بأجمعه.”
ويسعى المشاركون لإطلاق معرض لنتاجاتهم الفنية في وقت لاحق في مخيمات مهجري عفرين وفي حلب وإقليم الجزيرة بدعم من مكتب مجلس سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي.
وقال محمد حسن، وهو عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية ومسؤول مكتبها بريف حلب، إن الخطوة جاءت لغياب دور المنظمات الدولية والصمت الدولي تجاه الانتهاكات.
ولفت “حسن” إلى مواجهتهم صعوبات في تأمين المستلزمات الضرورية، “بسبب الحصار المفروض على منطقة الشهباء شمال حلب والتي تضم مخيمات مهجري عفرين.
وأضاف أن رسالة المعرض موجهة من أطفال مهجري عفرين للضمير الإنساني، لعله يعي خطورة أعمال تركيا تجاه سكان عفرين والمهجرين منها.