بعد ثمانية أعوام من الصراع.. الحكومة السورية أمام امتحانات داخلية جديدة

محمد حبش – NPA
تمرّ مناطق سيطرة الحكومة السورية بأزمة اقتصادية حادة، وتعاني من أزمة نقص المشتقات النفطية بشكل لم يسبق له مثيل، في وقت احتج مئات السوريين في مدينة درعا بداية الشهر الحالي بعد ما يقرب من ثمانية أعوام على إسقاط التمثال الأصلي في بداية الحرب التي مازالت مستمرة في البلاد.
حصار و لكن..
ويرى صالح سيطان النبواني، القيادي في تيار “قمح”  وعضو أمانة المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري، أن الحصار الاقتصادي والضغوط الأخيرة على سوريا لها دور كبير في الأزمات الاقتصادية في سوريا وأزمة الوقود مثال عليها، المسؤولين والمتنفذين (في الحكومة) لا يشعرون بهذه الأزمة.
ويضيف المعارض السوري: “هذه الأزمة لم تظهر سابقا بهذه الحدة علماً ان استهلاك الجيش للوقود انخفض بشكل كبير نتيجة توقف العمليات القتالية وآبار النفط التي كانت تسيطر عليها  (داعش) عادت لسيطرة (النظام)  ونشاهد الوقود في السوق السوداء متوفر والإعلان عن توفر الوقود المستورد بأسعار مرتفعة، أليس ضمن الحصار؟؟ كل هذه الاسئلة تثير احساساً بسياسة إذلال الشعب وحتما المسؤولين والمتنفذين لا يشعرون بهذه الازمة”
“سلمية”
شهدت مدينة درعا، بداية الشهر الحالي، احتجاجات جديدة ضد الحكومة السورية، تطالب بالتغيير و إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في الذكرى الثامنة لبدء الصراع.
يقول عضو الأمانة العامة للمؤتمر الوطني السوري، صالح النبواني، في حديث مع “نورث بريس” إن “إصرار النظام على الحل الأمني” هو من أوصل سوريا إلى هذا الخراب”.
كما يؤكد القيادي في تيار “قمح” أن “تدخل الدول الاقليمية والدولية” أيضاً، كانت سبباً في “دمار” سوريا.
و بعد مرور ثمانية أعوام على بدء الأزمة السورية، مازال المعارض السوري، صالح النبواني، يؤمن بـ”الحراك السلمي للتغيير”، فـ”درعا منها بدأ الحراك واستمرت سلمية إلى أن تم استشهد معن العودت، الذي رفع شعار (سلمية سلمية لو كل يوم قتلوا مية)”.
و يضيف صالح النبواني: “الحراك السلمي هو ثقافة الشعب السوري، مهما حاول البعض خطفه وركوب أمواجه وحرفه عن مساره المطالب بالحرية والكرامة”.  
و يؤكّد أن الحراك السلمي “سيبقى موجوداً ومستمراً إلى أن يتحقق المطلوب، و تصبح سوريا دولة مواطنة ودولة الديمقراطية المدنية” .
“المصالحات”
و يتحدث السياسي السوري، صالح النبواني عن نظام المصالحات التي تعمل عليها الحكومة السورية، بأنها “حققت إنجازا مهما بوقف القتل والدمار وطرد الإرهابيين والمتشددين”، ولكن “لا أعتقد أنها أوفت ببنود الاتفاق بشكل كامل وهذا ما يثير الناس ويدفعهم الى الحراك”. 
ويرى النبواني أنه “لو نُفذت (نظام المصالحات) كما هو متفق عليه لكان الوضع أفضل”.
لَو..
يصف صالح سيطان النبواني، القيادي في تيار “قمح”  وعضو أمانة المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري، الوضع الحالي لسوريا بالـ “خانق”.
ويؤكّد: “بعد كل ما حصل وقد يحصل، لا بدّ من التغيير السلمي”.