توقف الدعم عن جمعيات محلية في كوباني يقلص خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة

كوباني- نورث برس

يعاني الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة كوباني، شمالي سوريا، منذ أكثر من عام، من تراجع الدعم المقدم لهم عبر جمعيات محلية كانت تهتم بشؤونهم.

ويشتكي هؤلاء من اقتصار الخدمات حالياً على مراحل محدودة من المعالجة الفيزيائية عبر جمعية وحيدة، بينما تأخر تنفيذ قرار للإدارة الذاتية بخصوص توفير فرص عمل لطالبي التوظيف منهم.

“أربعة آلاف”

ويصل عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في إقليم الفرات (يضم كوباني وصرين وريف تل أبيض) إلى نحو أربعة آلاف شخص، بحسب جمعية تيريج لذوي الاحتياجات الخاصة.

 ويشمل هذا العدد جرحى حرب ومصابين في حوادث إلى جانب من يعانون من مشكلات منذ الولادة.

وقال مصطفى كردي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، إن خدمات جمعية تيريج اقتصرت منذ أكثر من عام على تقديم المعالجة الفيزيائية.

 وأضاف أن بعض ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمتلكون إمكانات لإجراء عمليات جراحية “مكلفة” يحتاجون إليها.

وكانت جمعية تيريج قد تأسست في تموز/ يوليو عام 2013، وقدمت خدمات كثيرة لذوي الاحتياجات الخاصة بين عامي 2013 و2016.

وكان المستفيدون يتلقون سابقاً عدة خدمات مادية ومعنوية، تضم مساعدات مادية للعمليات الجراحية وكراسي متحركة وعكازات، إلى جانب دورات تعليم الكمبيوتر واللغة الكردية.

وكانت جمعية جاف (GAV) للمكفوفين في كوباني (وهي مستقلة) قد توقفت عن العمل أيضاً منذ تشرين الأول/أكتوبر من عام 2018 بدأت حوالي عام ونصف العام من عملها.

ويعيد مطلعون على توقف جمعية جاف، السبب إلى توقف الدعم وعدم الاستقرار الأمني في المنطقة.

وكان استخدام روسيا والصين بشكل متكرر للفيتو في مجلس الأمن الدولي قد أدى إلى إيقاف وصول المساعدات عبر معبر اليعربية إلى مناطق شمال شرقي سوريا.

ذلك رغم أن المنطقة شهدت موجة نزوح طالت عشرات الآلاف من المدنيين على خلفية الهجوم التركي على منطقتي سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول /أكتوبر من العام الفائت.

“الدعم توقف”

وقال جهاد محمد، وهو إداري في جمعية تيريج لذوي الاحتياجات الخاصة، إن الدعم المقدم من منظمة “MRFS” توقف، ما أدى لاقتصار عملهم منذ عام 2017 وحتى الآن على خدمات المعالجة الفيزيائية.

وأضاف أن توقف دعم المنظمات الإنسانية في كوباني بشكل عام وعن جمعية تيريج بشكل خاص، تزامن مع توقف الدعم المقدم من قبل الإدارة الذاتية.

ويقتصر دعم الإدارة الذاتية على تقديم رواتب موظفي الجمعية حالياً، بينما تحصل الجمعية على تبرعات قليلة من السكان.

ويتخوف القائمون على خدمة المعالجة الفيزيائية من حالات الإحباط التي تصيب المستفيدين حين يعلمون أن جلسات المعالجة لبعضهم لن تستكمل لعدم توفر كراس وعكازات يحتاجونها.

واشتكت أمل عبد الكريم، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً، من عدم وجود ممرات مخصصة لهم في شوارع المدينة، “كما لا تتوفر الكراسي المخصصة لنا في الحدائق.”

وترى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون لعدة تسهيلات لحياتهم، كإصدار مفاضلة خاصة بهم في جامعات الإدارة الذاتية حتى يتمكنوا من تأهيل قداتهم وتعليمهم.

“قانون لم يُنفّذ”

وقالت “عبد الكريم” إن فرص التوظيف في مؤسسات الإدارة الذاتية أصبحت قليلة بعد توفرها لذوي الاحتياجات خلال الأعوام الماضية.

وكان المجلس التشريعي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد أصدرت في العام 2017 قراراً يقضي بتخصيص نسبة /4%/ من الوظائف بمؤسساتها لذوي الاحتياجات الخاصة.

 ولكن القرار لا ينفذ رغم وجود بعض من يتمتعون بمؤهلات للعمل وشغل تلك الوظائف، بحسب إداريين من جمعية تيريج.

من جانبه، قال حيدر محمود، الرئيس المشارك لمكتب ذوي الاحتياجات الخاصة في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في “إقليم الفرات”، إن تأخر تنفيذ الفقرة القانونية الخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة يعود لعدة أسباب.

وأضاف: ” أولها قلة عدد الأشخاص المؤهلين لشغل الوظائف من ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم عدم دعم المجتمع لأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم الثقة بإمكاناتهم في شغل الوظائف.”

ويحتاج مكتب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى البحث عن طالبي وظائف مؤهلين ووظائف تناسبهم، بينما يحتاج الباقون لتدريبات على الحاسوب والإدارة وغيرها من المهارات، بحسب المكتب.

وقال “محمود” إنهم يتحملون مسؤولية تأخر إصدار مشاريع قرارات مثل “مفاضلة خاصة”، بسبب “حداثة إنشاء مكتب ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تم تفعيله منذ نحو شهرين.”

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: حكيم أحمد