أحياء حلب الشرقية: أكوام من القمامة أمام المساكن والبلدية تطلق الوعود

حلب – نورث برس

لم يتوقع سمير الرجب (52 عاماً) أن يضطر للتعايش مع الركام وأكوام القمامة، بعد عودته قبل أشهر إلى منزله في حي القاطرجي شرقي مدينة حلب.

ولا يزال الحي يفتقر لأبسط مقومات الحياة مع انتشار الأتربة والأوساخ وبقايا الدمار في معظم أرجائه.

ويعاني العائدون إلى القاطرجي والأحياء المجاورة من تلك الأكوام التي تحمل الكثير من مخاطر التلوث والحشرات، إلى جانب صعوبات في التنقل.

وكان الحي قد شهد معارك ضارية بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية، تسببت بدمارٍ واسعٍ في الأبنية والشوارع والمرافق العامة لتنتهي بسيطرة الأخيرة عليه مع نهاية عام 2016.

وتشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، إلى وجود /200/ ألف نسمة يقطنون في القسم الشرقي، الأكثر تضرراً في حلب، مع انتشار بقايا المتفجرات ونقص الاحتياجات الأساسية.

وكان لمدينة حلب النصيب الأكبر من الدمار في الحرب السورية، وفق أطلس نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR) في آذار/مارس 2019.

وكان “الرجب” يأمل بالعودة إلى دياره والتعايش مع ذكرياته الموجودة في أزقة الحي بعد رحلة نزوحٍ طويلةٍ بسبب الحرب.

وقال لنورث برس: “بقيت فترة طويلة في حي صلاح الدين في منزل مستأجر، وكنت أتحين الفرصة للعودة الى منزلي والخلاص من نفقات الإيجار المتعبة.”

وأضاف: ” لا أزال أعاني من غياب شبه تام لخدمات البلدية، إلى جانب نقص توفر مواد الغاز والخبز والكهرباء والبنزين.”

وقال الرجل الخمسيني إن “جبال القمامة” هذه باتت مرتعاً للقوارض والحشرات ومصدراً لروائح نتنة، “نحن لا نعيش في حي سكني بل في مستنقع.”

وتساءل: “أين هي البلدية وأين هم عمال النظافة رغم أننا طالبنا القطاع البلدي المسؤول عن حيّنا بتنظيف الحي وإزالة أكوام الحجر والأتربة؟”

ولم يحظَ سكان الحي سوى بوعود لم تترجم إلى واقع من المسؤولين، وفق تعبير “الرجب”، بعد مطالباتهم المتكررة بالمساهمة في إعادة تأهيل الحي.

ولا يختلف حال عمر البابي (40 عاماً)، الذي يقيم في حي الشعّار شرقي حلب، عن حال سكان القاطرجي، فالحي ما يزال بؤرة لتجمّع الاوساخ والأتربة ومخلّفات دمار الأبنية بفعل المعارك.

كما يعاني سكان معظم أحياء حلب الشرقية من سوء الخدمات الأساسية بعد عودتهم إلى منازلهم وسط جهود حكومية ضعيفة لا ترتقي إلى تحقيق أدنى مطالبتهم.

وقال “البابي” لنورث برس إنه لا يمتلك إمكانات مادية لنقل سكنه إلى خارج الحي حالياً، لكنه ينتظر فرصة للمغادرة.

“الحرب انتهت ولكن آثارها لم تنتهِ بعد، فمعظم الأبنية فارغة ومدمّرة، والمأهولة منها آيلة للسقوط عدا الأوساخ والقاذورات التي تملأ الأرصفة والشوارع.”

وأشار إلى أن الحيّ يحتاج الى إجراءاتٍ جدية تعيد إليه الحياة وتنتشله من براثن الإهمال، “في ظل غياب أي دورٍ فاعلٍ للحكومة.”

وأضاف: “البلدية تستقدم بشكلٍ أسبوعي سيارة لجمع النفايات في الحي وهذا إجراء غير مجدٍ ولا يساهم في حل أبسط مشاكلنا.”

من جهته، قال وائل جميل الكابي، وهو مهندس في قطاع الميدان ببلدية حلب، إن المشكلة تكمن في “عدم تجاوب سكان أحياء حلب الشرقية مع إرشادات البلدية.”

وأضاف: “إزالة الركام وجمع النفايات من الشوارع هي مسؤولية البلدية، ولكن الحفاظ على نظافة الشارع هو مسؤولية سكان هذه الأحياء.”

وقال إن البلدية ستواصل إجراءاتها بما يخص إزالة الأتربة والأوساخ وإعادة تأهيل حيي الشعّار والقاطرجي وباقي أحياء حلب، دون أن يحدد موعداً لذلك.

إعداد: جان حداد – تحرير: هوكر العبدو