النقل العام في تل كوجر بريف ديرك.. انتظار طويل ورحلات شاقة

تل كوجر – نورث برس

ينتظر ضحوي الشمالي (61 عاماً) لما يقارب الساعتين انطلاق الحافلة الصغيرة من كراج بلدة تل كوجر (اليعربية)، شمال شرقي سوريا، نحو مدينة قامشلي ليجري جلسة غسيل الكلى.

يقول إن أمامه خياران للانتظار، إما الوقوف على قدميه في الكراج أو الجلوس على مقعد مهترئ داخل السيارة القديمة التي “ستعذبه” بعدها طيلة /82/ كيلومتراً للوصول إلى المشفى في قامشلي.

ويشتكي سكان من بلدة تل كوجر وريفها من سوء خدمات وسائل النقل العام بين البلدة والمدن والمراكز الرئيسة في المنطقة.

ويأتي “الشمالي” من قريته مشيرفة (/11/ كم شمال البلدة)، لأنه يعاني من ارتفاع الكرياتينين، لكن تردي حال المواصلات يزيد من معاناته لتلقي المعالجة.

وأضاف أن من يملك الإمكانات من سكان البلدة اشتروا سيارات خاصة وأراحوا أسرهم من “مهانة المواصلات العامة”، على حدِّ تعبيره.

ويتوجه الركاب عادةً إلى كراج الحافلات الصغيرة (الفوكسات) التي تستوعب /14/ راكباً، إلا أنهم يعانون من عدم وجود مواعيد محددة لانطلاقها، ما يجعل الشخص ينتظر طويلاً حتى يكتمل عدد الركاب.

بينما يقوم سائقون أثناء ازدحام الركاب أحياناً بالالتفات على الدور والانطلاق من خارج الكراج براكب واحد كي يتمكنوا من الحصول على ورقة مرور، ليقوموا بعدها “بجمع الركاب من الطريق”، على حدِّ وصف أحد الركاب.

وقال محمد السلمان (27 عاماً)، وهو موظف يقيم في تل كوجر ويعمل في شركة خاصة بمدينة قامشلي، إنه يعاني يومياً حتى يصل إلى مكان عمله في الوقت المحدد، “وخصوصاً في فصل الشتاء.”

وأضاف أنه فكر في خيار نقل سكنه إلى مدينة قامشلي، إلا أن ضعف إمكاناته المادية حال دون ذلك، بحسب قوله.

وأشار أن عليه الذهاب يومياً إلى قامشلي والعودة قبل الغروب.  

ورأى “السلمان” أن الحل هو في تأمين “شركات نقل تؤمن أدنى معايير الراحة والالتزام بالمواعيد لخدمة سكان البلدة وريفها.”

وأعاد المشكلة إلى ما أسماه بـ”التشخيص الخطأ” من قبل المشرفين على النقل الجماعي في البلدة.

وتعمل /26/ سيارة في كراج تل كوجر على خط تل كوجر-قامشلي، بينما انخفض عدد السيارات العاملة على خط تل كوجر-كركي لكي من /30/ إلى ثماني سيارات فقط بسبب سوء حال الطريق، بحسب سائقين.

وقال إبراهيم السلومي (43 عاماً)، وهو صاحب سيارة تعمل على خط تل كوج-كركي لكي (معبدة)، إن ضعف الإقبال على الكراج يجبره للانتظار لمدة ساعتين أحياناً لاستكمال عدد الركاب.

 وأعاد قلة عدد الركاب إلى اعتماد سكان كثيرين في البلدة وقراها على السيارات الخاصة التي ازداد عددها خلال الأعوام الأخيرة.

وتعاني غالبية السيارات العاملة في كراج تل كوجر من اهتراء أثاثها وكثرة أعطالها بسبب قِدمِها، ما لا يتيح توفير راحة لركابها.

 وقال “السلومي” إن سوء نوعية الوقود وتدهور حال الطرقات وعدم وجود كراج مجهّز “لا يشجّع السائقين على اقتناء سيارات حديثة ومريحة.”

واشتكى من قلة أجرة النقل التي “بالكاد تغطي مصاريف التصليح والزيت”، على حدِّ قوله.

وتبلغ أجرة الراكب الواحد /400/ ليرة سورية لقاء الوصول من تل كوجر إلى كركي لكي،  و/1000/ ليرة من تل كوجر إلى قامشلي.

وكان كراج تل كوجر قد أنشئ في العام 2006، وكان من المقرر أن يصبح كراجاً حيوياً يستضيف العديد من شركات النقل على الطريق الدولي (M4) “اليعربية-حلب-دمشق”.

لكن تنفيذ المشروع لم يتم لأسباب غير معروفة، ثم أعقبها اشتعال أحداث الحرب في سوريا.

وقال أحمد المحو، وهو أحد المسؤولين عن تنظيم انطلاق السيارات من كراج تل كوجر، إن قلة الحركة في الكراج تعود لاعتماد بعض السائقين على التوصيلات الخاصة “بدل الانتظار طويلاً في الكراج.”

وأضاف أن تدهور وضع الطرق يعود إلى أن الشاحنات القادمة من العراق أتلفته، “حتى بات السير عليه رفقة أناس تتحمل مسؤوليتهم نوعاً من المجازفة.”

إعداد: طريف الهلوش – تحرير: حكيم أحمد