لقاء بوتين-ترامب.. أجواء إيجابية وسط شكوك بالتقارب

موسكو – فهيم الصوراني ـ NPA
انتهت المباحثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في أوساكا باليابان، بتأكيد الزعيمان على أن اللقاءات الثنائية بينهما مهمة، ليست لبلديهما فقط، بل وللعالم بأسره. 
اللقاء الذي جرى على هامش مؤتمر “العشرين” وامتد لساعتين تناول- حسب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف-  قضايا عدة، أبرزها الاستقرار الاستراتيجي والأوضاع المتعلقة بسوريا وإيران وأوكرانيا.
وكان الرئيسان التقيا لآخر مرة العام الماضي تقريباً، على هامش قمة العشرين في هلسنكي. كما كان مقرراً أن يلتقيا في باريس نهاية العام نفسه للمشاركة في الاحتفالات بمرور /100/ عام على انتهاء الحرب العاليمة الأولى، لكن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى أدى إلى إلغاء اللقاء.
إحياء التواصل

ويرى مراقبون روس، كالخبير في الشؤون الدولية يفغيني بين، أن مجرد إحياء اللقاءات بين بوتين وترامب يشكل بحد ذاته ضمانة لضبط وتحجيم “الهزات الدولية”.
ويقول بين، في حديثه لـ”نورث برس” إن تمديد اللقاء لعشرين دقيقة إضافية، يحمل مؤشراً على أن الاهتمام المتبادل بالتطورات الدولية الأخيرة يستدعي – من وجهة نظر الزعيمين – إعادة تفعيل اللقاءات الثنائية على أكثر من مستوى، لا سيما أن امتداد أزمات دولية لسنوات كما في سوريا وإيران وأوكرانيا، أثبت أن المواقف والخطوات الأحادية الجانب لم تؤدي إلى نتائج أو تنهي النزاعات.
 في المقابل يرى الباحث في مركز السياسات المعاصرة فيكنور أوليفيتش، أن التوتر والتباين في وجهات النظر سيبقى قائماً بين موسكو وواشنطن لا سيما في الملفات المعقدة كالملف السوري، والأزمة النووية مع كوريا الشمالية، والتصعيد الخطير بين الولايات المتحدة وإيران، فضلاً عن التباين الحاد في وجهات النظر بين موسكو وواشنطن حيال أزمة في أوكرانيا، والرقابة على التسلح.
الكرة في ملعب واشنطن

لكن أوليفيتش أشار إلى أن تجاوب ترامب مع دعوة بوتين لزيارة موسكو للمشاركة في احتفالات النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، قد تشكل في حال حصولها، إشارة من الجانب الأمريكي، على الرغبة في العودة إلى طاولة المباحثات مع موسكو، وخلق توافقات تحد من التوتر الذي تشهده العلاقات الثنائية والأوضاع الدولية.
 
وتعقد قمة العشرين في أوساكا، في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية أمريكية أسواً مراحلها منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، بسبب تضارب المواقف في ملفات كثيرة، كسوريا وإيران وأوكرانيا وفنزويلا، فضلاً عن اتهامات وجهتها واشنطن لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة.