سكان من حي جمعية الزهراء بحلب ينتقدون المؤسسات الحكومية بسبب انعدام الخدمات
حلب – نورث برس
يقول عبد الحميد مهروسة (47 عاماً)، وهو نازح يقيم حالياً بحي شارع النيل في مدينة حلب، إنه يرغب في العودة إلى منزله بحي جمعية الزهراء الذي تركه مرغماً قبل أكثر من سبع سنوات.
إلا أن الحي الذي أعادت القوات الحكومية السيطرة عليه قبل ثمانية أشهر لا يزال يفتقد لخدمات المياه والكهرباء.
وكان حي جمعية الزهراء، غربي حلب، مسرحاً للعمليات العسكرية بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، قبل أن تؤول السيطرة عليه إلى الحكومة بداية العام الجاري.
وشهد الحي، الذي كان مقسماً طوال سبع سنوات بين الجانبين، معارك عنيفة خلفت تدميراً واسعاً في البنية التحتية.
ويعزف الكثير من سكان الحي كحال “مهروسة” عن العودة إليه نتيجة فقدان مقومات الحياة فيه، وفق ما يؤكد نازحو الحي المقيمون بأحياء أخرى من مدينة حلب.
وقال “مهروسة”، لنورث برس، إن سكان الحي تقدموا بطلبات لشركتي الكهرباء والماء من أجل إعادة تخدميه كما السابق، “ولكن الشركتين لم تقوما بأي عمل حتى الآن.”
وأضاف أن انعدام الخدمات ومقومات الحياة الأساسية يمنع عودة السكان إلى الحي.
وكانت القوات الحكومية قد سيطرت، منذشهر شباط/ فبراير الفائت، على أكثر من مئة بلدة بأرياف حلب الجنوبية الغربية والشمالية بدعم روسي.
وعبر منصور البالغ(55 عاماً) عن استيائه من عدم القدرة على إعادة افتتاح محله التجاري نتيجة عدم توفر الكهرباء، رغم قيامه بترميمه منذ عدة أشهر.
وقال لنورث برس إن الحي لا يزال يفتقر للخدمات التي يرى أن على مجلس مدينة حلب أن يتولى مسؤولية توفيرها.
ولا تختلف حال غالبية البلدات والمناطق الخارجة عن سيطرة فصائل المعارضة المسلحة منذ أشهر عن جمعية الزهراء من حيث عدم توفر الخدمات، ما يدفع سكانها إلى إلقاء اللوم والمسؤولية على المؤسسات الحكومية الغائبة منذ سنوات.
وقال ماهر حسون، وهو عضو في لجنة الخدمات الفنية بمحافظة حلب، إن مجلس المحافظة وبالتنسيق مع مجلس مدينة حلب “مستنفر بشكل كامل” من أجل إعادة الخدمات لتلك الأحياء.
وأضاف أن “السبب في تأخر الخدمات إلى بعض الأحياء يعود إلى سرقة الأكبال وخطوط المياه من قبل الإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على المنطقة.”
وحمل “حسون” المسؤولية للمجموعات التي كانت تسيطر على الحي في “تعمد التخريب بهدف منع إصلاحها بشكل سريع، وهو ما أفقد جمعية الزهراء المياه والكهرباء”، حسب تعبيره.
وقال إن مجلس محافظة حلب ليس لديه إمكانات لتقديم الخدمات لجميع الأحياء في الوقت ذاته، بسبب عدم توفر الأيدي العاملة وقلة الإمكانات والآليات في المناطق الخارجة عن سيطرة المجموعات المسلحة.
لكن “حسون” توقع وصول المياه قريباً إلى جمعية الزهراء، بعد تمديد خطوط جديدة للمنصورة تغذي الحي أيضاً، “لكن إنجازها يحتاج فترة زمنية مرتبطة بإمكانات المديريات الخدمية”، وفق تعبيره.