الخارجية الأميركية تلمح للائتلاف السوري المعارض بالاستعداد للحوار مع الإدارة الذاتية

حسكة- نورث برس

قال كبرئيل موشي، مسؤول مكتب العلاقات في المنظمة الآثورية الديمقراطية، الاثنين، إن “الوفد الأميركي” ألمح لمسؤولي الائتلاف السوري المعارض لأن يستعد لحوار مع الإدارة الذاتية.

والمنظمة الآثورية التي تنشط في مدينة قامشلي شمال شرقي سوريا، تنضوي تحت مظلة الائتلاف السوري المعارض.

وتشارك المنظمة أيضاً في “جبهة السلام والحرية”، التي تضم بالإضافة لها ثلاث كيانات أخرى هي “المجلس الوطني الكردي، المجلس العربي للجزيرة والفرات، وتيار الغد السوري.”

وأضاف موشي في تصريحات حصرية لنورث برس، أن التلميح الأميركي جاء في إطار “التركيز على ضرورة وحدة موقف المعارضة السورية في شرق وغرب الفرات.”

وجرى ذلك خلال اجتماع عقد بين وفد من الخارجية الأميركية ووفد من الائتلاف المعارض خلال الفترة القليلة الماضية عقب اجتماعات للجنة الدستورية.

ويتزامن التوجه الأميركي مع مشاركة ممثلين عن الخارجية في رعاية مفاوضات كردية-كردية، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، انطلقت قبل نحو ستة أشهر.

وبدأت المفاوضات الكردية بعد إعلان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أواخر العام الفائت عن مبادرة لـ”وحدة الصف الكردي” في سوريا.

وتشارك فيها الخارجية الأميركية عبر ممثلين مختلفين، أبرزهم السفير ويليام روباك وممثلة الخارجية في شمال شرقي سوريا زهرة بييل.

وتجري المباحثات حالياً بين المجلس الوطني الكردي في سوريا، وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية.

و”الوطني الكردي” ينضوي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بينما تشارك جميع أحزاب “الوحدة الوطنية” في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وشهدت المفاوضات منذ انطلاقها جولات عديدة وصفها مراقبون بـ”العسيرة”.

وتوصل الطرفان حتى الآن إلى تفاهمات أولية بالإضافة إلى الاتفاق على تشكيل مرجعية عامة لكرد سوريا مؤلفة من /40/ شخصاً، ويُمثَّلُ كلَّ طرف بنسبة /40/%.

 ومن المتوقع أن يملئ الـ/20/% الباقية شخصيات مستقلة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.

لكن لم يعلن عن هذه المرجعية إلى الآن بسبب تعرضها لانتقادات من قبل حزبي التقدمي والوحدة اللذين يقولان إنهما أُقصيا من المرجعية والمفاوضات.

تحشيدٌ ضد دمشق

وقال جمال شيخ باقي، وهو سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي السوري والمنضوي ضمن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية إن الولايات المتحدة “تحاول تحشيد القوى المعارضة لدمشق تمهيداً لإجبار الأخيرة على الدخول في عملية سياسية.”

واتفق فيصل يوسف وهو عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي مع شيخ باقي فيما ذهب إليه، وقال إن “أميركا تسعى لوحدة قوى المعارضة ومنها القوى الكردية في شرق الفرات للضغط باتجاه تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية السورية.”

وقال أيضاً إن الوصول إلى توافق كردي “فرصة” لتعزيز الدور الكردي في مفاوضات الحل السياسي في سوريا.

وأضاف “يوسف”: “الكرد موجودون في جنيف من خلال المجلس لكن الاتفاق سيوسع من دائرة تمثيل الشعب الكردي بالعملية السياسية.”

وحتى الآن لم يشارك ممثلو الإدارة الذاتية في المفاوضات الدولية بشأن سوريا بسبب الـ”فيتو” التركي.

ويعتقد “شيخ باقي” أن المفاوضات “ستفتح الطريق أمام التعاطي الدولي مع الوضع القائم في شمال شرقي سوريا وبالتالي شرعنته”، وذلك في إشارة إلى الإدارة الذاتية.

واعتبر كبرئيل موشي، أن نجاح الحوار الكردي مقدمة لحوارات واسعة بين كافة الأطراف للوصول إلى توافقات وتفاهمات، “ليعزز بذلك فرص الحل السياسي في سوريا.”

لكنه قال إن القوى السياسية في شرق الفرات سواء الإدارة الذاتية أو تلك الممثلة ضمن الائتلاف “لا تملك سوى أوراق ضعيفة في مواجهة النظام.”

وشدد على أنه “لابد من توحيد الموقف السياسي في شمال وشرقي سوريا لأجل تشكيل موقف ضاغط على النظام.”

ماذا عن التقدمي والوحدة؟

وبالرغم من أن القائد العام لقسد قد أعلن أن المبادرة تشمل جميع الأحزاب الكردية لكن حزبا التقدمي والوحدة بقيا خارج المباحثات، في وقت لا يلوح في الأفق ملامح لانضمامهما.

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا أحمد سليمان لـنورث برس: إن المجلس الكردي “اشترط أن تكون المباحثات بينه وبين الاتحاد الديمقراطي.”

لكن المجلس الكردي نفى هذه الاتهامات أثناء زيارة “غير معلنة” قام بها وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وهو أكبر أحزاب المجلس لمقر التقدمي في قامشلي.

وكان “التقدمي” قد انسحب من جميع لجان “الوطني الكردي” في تموز/يوليو من العام 2015 نتيجة “القناعة بانسداد آفاق العمل في المجلس من جانب الحزب.”

وبالرغم من عدم مشاركتهم، أعلن “سليمان” تأييد حزبه للمرجعية السياسية المزمع إعلانها من قبل طرفي المباحثات، لكنه رفض اعتبارها “مرجعية كردية” وإنما هي “اتفاق بين طرفين كرديين.”

ونفى مظلوم عبدي قبل أيام ما تداولته حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي حول اشتراط إقصاء الحزبين من المرجعية.

وقال “سليمان” سواء حمى الأميركان المفاوضات وما سيتمخض عنها أم لا فإن وجود الاتفاق الكردي – الكردي “ضرورة ومكسب.”

إعداد: هوشنك حسن – تحرير: حكيم أحمد