إسرائيل: تطبيع السعودية تأخر بسبب صراع بين جيلين

رام الله ـ نورث برس

راقبت إسرائيل الكلمة التي ألقاها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، حيث أنه كان الثاني الذي يخطب في الهيئة الأممية.

واهتم الإعلام الإسرائيلي في رصد ما جاء في الكلمة، إذ أنه تطرّق في كلامه في الأساس إلى إيران التي وصفها بالمسؤولة عن كل عدم استقرار في المنطقة.

كما وصفها بأنها “تُظهر عدم اهتمام مطلق باستقرار اقتصادي في العالم، أو باستقرار في تزويد الأسواق الدولية بالنفط”.

ووصف السعودية، كمملكة وُلد فيها الإسلام، وكمسؤولة عن الأماكن المقدسة الإسلامية، وبأنها تدعم عملية السلام.

ولكن الملك السعودي لم يأتِ قط على ذكر اتفاقات السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين، كأنها غير موجودة.

وتساءلت صحيفة “هآرتس” عن أسباب عدم تطرق الملك سلمان في كلمته إلى التطبيع، وعما إذا أراد الملك أن يثبت أنه لا يزال الحاكم الذي يسيطر ويراقب سلوك المملكة.

كما تساءلت أيضاً، هل هو صراع بين الأجيال، بين “مشروع” الابن وبين النظرة التقليدية للأب؟ بين أيديولوجيا عربية جامعة تعتبر القضية الفلسطينية مركزاً للتعبئة، ولهوية عربية شاملة، وبين وجهة نظر بن سلمان الخاصة القائلة إن على كل دولة أن تعمل وفقاً لمصالحها.

ولكن بحسب الصحيفة، ربما المقصود هو انتظار تكتيكي لنتائج الانتخابات في الولايات المتحدة لفحص مَنْ سيحظى بـ”الهدية” السعودية، ومع مَنْ يمكن الحصول على مقابل أكبر لقاءها.

لكن “هآرتس” تعتبر أن الأكثر وضوحاً هو حتمية حاجة السعودية إلى “صنع السلام” مع واشنطن، قبل صفقة مع إسرائيل أو كجزء منها.

وأشارت إلى أن سبب الخلاف المركزي بين واشنطن والرياض هو الحرب في اليمن، التي بدأت مع تعيين سلمان ملكاً في سنة 2015.

وتنقل صحيفة “هآرتس” عن جهات استخباراتية أميركية تقديراتها بأن بن سلمان لم يتردد في وضع والدته في الإقامة الجبرية وإبعادها عن والده خوفاً من أن تعمل ضده.

ويمكن أن يتضح “أن طاعة الوالدين لا تشكل جزءاً من ثقافته”، وفق تعبير “هآرتس”.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أنه في استطاعة الملك سلمان إلقاء خطاب تأييد للشعب الفلسطيني، لكن “ابنه وزير الدفاع لديه القوة للقيام بانقلاب ضد والده، إذا اعتقد أن مثل هذه الخطوة تخدمه أو تخدم أجندته التي ربما تشمل أيضاً سلاماً مع إسرائيل.”

إعداد: أحمد اسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد