سكان في دمشق مستاؤون من أزمة الخبز الذي كان “خطاً أحمر” لعقود
دمشق – نورث برس
اعتاد سكان العاصمة دمشق والسوريون عموماً، منذ عشرات السنين، على التعايش مع أزمات وتبعات قرارات حكومية مختلفة، ولكن لم يحصل أن تم تجاوز الخطوط الحمراء فيما يخص الخبز كما يحدث حالياً.
وكانت الحكومة تفتخر على الدوام بدعمها لمادة الخبز وحفاظها لعقود على سعر /15/ ليرة سورية للربطة الواحدة، لترتفع قبل عدة سنوات إلى /50/ ليرة.
لكن الذي بات مختلفاً الآن، هو تحديد كمية الخبز التي يجب على السوري في مناطق سيطرة الحكومة أن يكتفي بتناولها، وإلا ستضطر العائلة للتوجه إلى السوق السوداء لشراء كميات إضافية وصل سعر الربطة الواحدة منها إلى /400/ ليرة.
وقال محمد رناش، وهو مدرس خمسيني لمادة التاريخ، إن عامل الفرن لم يرضَ أن يبيعه سوى ربطتين، رغم أن مخصصات عائلته عبر البطاقة الذكية هي أربع ربطات، لأن عائلته تتألف من سبعة أشخاص.
وتساءل عما يحدث في البلاد بخصوص أزمة الخبز، “فنحن بلد زراعي والخبز منتج محلي، فلماذا هذا التخبّط الذي لم نشهده حتى في سنوات الحرب؟”
وأضاف: “كل السوريين يعرفون أن الخبز خط أحمر، إلا أن الآلية الجديدة التي أقرتها الحكومة تجاوزته وضربت لقمة السوريين بعرض الحائط”، وفق تعبيره.
ومنذ أيام بدأ بيع الخبز عبر البطاقة الإلكترونية وفقاً لنظام الشرائح، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
ووفقاً للآلية الجديدة، يحق للعائلة المؤلفة من شخص أو اثنين مثلاً الحصول على ربطة خبز واحدة، والعائلة المؤلفة من ثلاثة إلى أربعة أشخاص على ربطتين.
وقال يوسف عبدالله (30 عاماً)، وهو عامل مشرف في مخبز بحي مزة القديم، إن “حالة تخبط” ظهرت في اليومين الماضيين بين السكان والعاملين في الأفران، حيال تطبيق الآلية الجديدة لتوزيع مادة الخبز.
وذكر أن العديد من الأسئلة تتكرر على ألسنة مرتادي الأفران، “فالآلية جديدة وأي شيء جديد يحتاج فترة لكي يصبح معتاداً.”
ويرى “عبدالله” أن المشكلة تتعلق بعمل شركة تكامل وليست بالفرن، “مثال، البعض لديه عائلة من خمسة أشخاص، لكننا في الفرن لا نستطيع أن نعطيه ربطتي خبز إلا إذا صحح بطاقته.”
وكانت الآلية السابقة تحدد مخصصات العائلة دون النظر لعدد أفرادها، بينما تعتمد الآلية الجديدة على تحديد كمية الخبز بحسب عدد أفراد العائلة.
لكن أحمد دلة، وهو رجل خمسيني من سكان دمشق، قال إن الأفران تتحمل جزءاً من المشكلة بسبب تهريب الخبز وبيع نصفه لباعة خارج الفرن.
وأضاف لنورث برس: “لقد غادروا منذ أن حضرت الكاميرا، سيعودون بعد مغادرتكم.”
ويصف “دلة” يأسه مما يحدث بكلمة “عوجة”، في إشارة إلى تفشي الفساد وسوء الأوضاع المعيشية والعامة في البلاد.