المعالم السياحية في عفرين.. متنزهات استباحتها الفصائل المسلحة التابعة لتركيا

عفرين – نورث برس

يقول  أبو أحمد حمو (48 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد أهالي مدينة عفرين، شمال حلب، إن عناصر الحاجز العسكري على طريق بحيرة ميدانكي عاملوه بطريقة “عنصرية” أثناء توجهه للتنزّه قبل أيام.

وأمست بحيرة ميدانكي وشلالات كمروك وباسوطة ونبي هوري وجبل الأحلام وغيرها من المناطق الطبيعية الساحرة بريف عفرين تحت سيطرة قادة الفصائل وعناصرها الذين يتحكمون بالطرق الأساسية والفرعية لتلك المنتزهات.

وقال “حمو” إن عشرة مسلّحين يتمركزون فوق سطح غرفة ويسيطرون على الطريق الواصل لبحيرة ميدانكي، أجبروه على سلوك طريق أطول للوصول إلى البحيرة.

وأضاف لنورث برس، إنه لم يكن يتصوّر أن تطال يد المسلّحين مناطق عامة كبحيرة ميدانكي وغيرها من المتنزهات التي كانت متاحة لعموم السوريين.

“أمستَ اليوم حِكراً على عناصر فصائل تركيا، وبتنا نحن أصحاب الأرض نكره الحضور مع عوائلنا إلى المنطقة خشية سماع كلام جارح أو تصرفات لا علاقة لها بالحياء.”

وتقوم فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا بنهب ثروات خاصة وعامة في عفرين وريفها، شملت المنازل والمحال التجارية والأشجار والمواقع الأثرية، بحسب تقارير حقوقية.

بل تعدت تلك الأطماع مرحلة الجشع والحصول على مزيد من الأرباح لقادة وعناصر تلك الفصائل التي تعتبر تركيا المحرك والداعم الأول لها.

وكان تقرير لجنة التحقيق الدولية المعنيّة بسوريا قد أشار إلى أن فصائل المعارضة ارتكبت انتهاكات ترقى لـ”جرائم حرب وجرائم تطهير عرقي بحق المدنيين الكرد السوريين في عفرين وسري كانيه (رأس العين).”

وذكر تقرير اللجنة أن عناصر الجيش الوطني “نهبوا ممتلكات الكرد بمنطقة عفرين على نحو منسّق.”

وامتنعت ريم أم عبدو (36 عاماً)، وهو اسم مستعار لإحدى أهالي ناحية راجو، عن الذهاب إلى بحيرة ميدانكي بعد أن أوصلها الطريق هذا الصيف إلى مقرٍّ لإحدى الفصائل.

وقالت “أم عبدو” إن عنصرين خرجا من المقر، بعد سماعهما صوت الدراجة النارية التي كان زوجها يقودها، وصرخا عليهما “بطريقة وقحة”، حسب وصفها.

وأضافت أنهما قاما بتفتيش هاتفيهما وهددا بأنهما في حال عدم المغادرة أو العودة، “سيتم القبض عليهما بتهمة التجسس لصالح الحزب”، في إشارة إلى الإدارة الذاتية، وهي التهمة التي تستخدمها الفصائل لنهب السكان ممتلكاتهم.

وتذكر المرأة أنها “فقدت أعصابها” بعد الحادثة، لعدم وجود جهة تحاسب هؤلاء على تصرفاتهم تجاه أهالي المنطقة الأصليين.

“ممنوع الاقتراب والتصوير”، عبارة أثارت استغراب أحد المتنزهين الذي طلب عدم نشر اسمه.

وقال إنه كان يراها مكتوبة على ثكنات عسكرية وكليات حربية تابعة للنظام السوري في السابق، “غير أن رؤيتها بالقرب من موقع سياحي مع عناصر فصيل موالٍ لتركيا أمر عجيب.”

ويرى إدريس سلو (51 عاماً)، وهو اسم مستعار لرب عائلة بقي في منزله بعفرين، أن الفصائل تسعى لطرد من تبقوا من الكرد لنهب باقي الممتلكات.

وقال: “لم تكتفِ تلك الفصائل بطرد أقاربي وأولادي من المدينة لاستملاك منازلهم وأراضيهم وسياراتهم، بل يسعون لطردنا نحنا الثلة القليلة المتبقية بطرق عنصرية محضة عبر حبسنا في منازلنا.”

 وأضاف أنه لا يستطيع إلا التحسّر على ذكرياته في “الريف العفريني الساحر الذي كان يأتيه القاصي والداني من أرجاء سوريا ويستمتعون بخضرة الأشجار ووفرة المياه.”

لكن “سلو” يؤمن أيضاً بأن “الحال لن تدوم، ولن يطول غياب أصحاب الحق والأرض، وجمال المنطقة لن يخفيها محتل.”

إعداد: خالد الحسن – تحرير: حكيم أحمد