خبير إسرائيلي: خطر المفاوضات الفلسطينية بتركيا يكمن باحتمال دعوة أردوغان ليكون راعياً لها

رام الله ـ نورث برس

اعتبر مختص الشؤون الأمنية والعسكرية الإسرائيلي، إيهود يعاري، السبت، أن خطر المفاوضات الفلسطينية في تركيا يكمن في احتمال أن تستجيب السلطة الفلسطينية لمغازلة أردوغان وتدعوه ليكون راعياً لها، بديلاً عن الأشقاء العرب.

وقد طرح الأتراك بالفعل خطة: نصف مصالحة بين فتح وحماس على أساس التحضير للانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة “وحدة وطنية” بعدها، بحسب “يعاري”.

وأشار إلى أنه “إذا لم يتم العبث بحكمةٍ وحزمٍ في هذا الفخ، فإن إسرائيل ستجد في المستقبل الأتراك يعمقون انخراطهم في الأراضي الفلسطينية علماً بأن لديهم محفظة منتفخة (أموالاً) وتتمثل بقطر.”

وكما في سوريا والعراق واليمن، تعرف تركيا وإيران، بحسب “يعاري” كيفية التنافس مع بعضها البعض دون تبادل الضربات.

وأضاف، “سيتمكنون من الدخول بشكل منفصل إلى الضفة الغربية وفي نفس الوقت، إذا أمكن للأنشطة في الضفة الغربية وليس فقط في القطاع.”

وبدأت اجتماعات حركتي حماس وفتح، في تركيا، الثلاثاء الماضي، وترأس وفد حركة فتح أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب، فيما ترأس وفد حماس نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري. 

وقال حماد القب، وهو قيادي في حركة حماس، لنورث برس، إن ما جرى في لقاءات حركتي “فتح” و”حماس” في إسطنبول الأسبوع الماضي بمثابة فرصة متقدمة لتحقيق المصالحة وإجراء الانتخابات “للم شمل الشعب الفلسطيني.”

واعتبر “الرقب” أن حماس وجدت هذه المرة تجاوباً من “فتح” مختلفاً عن السابق، وأن المبادرة من فتح للحديث عن الانتخابات والمصالحة في تركيا هو من يسَّر الأمر.

وأعرب عن أمله بتحقيق المصالحة لتوحيد “صفنا الفلسطيني ومواجهة التطبيع العربي.”

وأضاف “الرقب”: “أردنا من خلال لقاءات اسطنبول والخطوات القادمة للم شمل الشعب الفلسطيني، أن نرد على الدول المطبعة.

وطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من نظيره التركي رجب طيب أردوغان أن يكون مراقبون أتراك إلى جانب المراقبين الدوليين في الانتخابات الفلسطينية الموعودة.

ويرى مراقبون، أن هذا الطلب ينطوي على رسالة “نكاية” من عباس ضد مصر التي تعتبر نفسها أولى في رعاية ملف المصالحة الفلسطينية وليس عدوها تركيا.

وهذه الخطوة من عباس بنقاش المصالحة الفلسطينية في تركيا وربما في قطر لاحقاً يغضب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كثيراً من عباس.

وقد وصلت الرئاسة الفلسطينية رسائل غضب من القاهرة، وفق ما أكده مصدر من حركة فتح لنورث برس.

لكن عباس زكي، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قال لنورث برس، إن خطوة السلطة الفلسطينية هذه لا تعني انتقال السلطة إلى محور تركيا وقطر، “إن رام الله توطد علاقتها مع أصدقاء فلسطين.”

غير أن مصدراً آخر مقرب من الرئاسة الفلسطينية قال لنورث برس، إن نقاش المصالحة والانتخابات العامة في تركيا هو “نكاية بمصر والإمارات” التي تحتضن القيادي المفصول من فتح محمد دحلان وتحاول إعادته إلى المشهد السياسي الفلسطيني.

وتتخذ أنقرة أيضاً نفس موقف العداء ضد دحلان، متهمة إياه “بالقيام بدور في محاولات الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي أدروغان”، بحسب المصدر.

ولذلك يعتبر المصدر أن توجه السلطة الفلسطينية إلى تركيا لنقاش الانتخابات والمصالحة مع حماس، ينطوي على “مناورة” لتوجيه رسالة إلى الإمارات ومصر “لا توجهاً إلى محور جديد.”

في المقابل، انتقدت أوساط شبابية فلسطينية اختيار السلطة لتركيا مكاناً للقاءات فتح وحماس الأخيرة.

واعتبرت أن تركيا ليست أقل خطراً على القضية الفلسطينية من محور الإمارات ومصر.

وحذروا من أن تركيا تستغل هذه الخطوة من عباس من أجل تعزيز نشاطها ولعبها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وذكرت مصادر إعلامية إن حركتي حماس وفتح اتفقتا على رؤية وطنية للمصالحة الفلسطينية في إسطنبول.

وقالت الحركتان في بيان مشترك إنهما اتفقتا على “رؤية” ستقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية.

ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل الرؤية، لكنه قال إنها تعتمد على مخرجات مؤتمر الأمناء العامّين الذي انعقد في بيروت ورام الله مؤخراً.

وكشف أن الإعلان الرسمي عن التوافق سيكون في لقاء جديد للأمناء العامّين للفصائل.

وأشار البيان المشترك إلى أن اللقاء القادم سيكون تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وشدد على أنه سيعقد في موعد لا يتجاوز الأول من تشرين الأول/ أكتوبر القادم لإنهاء الانقسام.

إعداد: أحمد اسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد