وسط التدهور الأمني والمعيشي.. إغلاق المزيد من المنشآت السياحية في السويداء

السويداء – نورث برس

يشهد قطاع المطاعم والمنشآت السياحية في السويداء، جنوبي سوريا، تدهوراً كبيراً إذ أغلق ما يقارب /30/ مطعماً، بينما فقد حوالي /1200/ عامل وظائفهم في تلك المنشآت.

ويعود سبب إغلاق هذه المنشآت إلى فقدان الاستقرار إلى جانب التدهور المعيشي، بحسب مشرفين على تلك المطاعم.

وكانت محافظة السويداء قد شهدت حتى العام ٢٠١٢ حركة نشطة في بناء المنشآت السياحية التي بلغ عددها بلغ عددها حوالي /٣٨/ منشأة سياحية، جلها من المطاعم الفاخرة ذات ثلاثة وأربعة نجوم حسب التصنيف السياحي الحكومي.

وقال هيثم الخطيب (٥٥عاماً)، وهو أحد مستثمري المنشآت السياحية في ظهر الجبل، /10/ كم شرق السويداء، إنه اضطر لإيقاف مطعمه (القلعة البانورامي) منذ العام 2013.

وأعاد السبب إلى التوتر الأمني الذي شهدته منطقة الجبل من تفجيرات واختطاف وسلب ونهب طالت المتنزهين وهم داخل سياراتهم على طريق ظهر الجبل، إضافة إلى التدهور الاقتصادي وغلاء المواد الغذائية.

ويتأسف “الخطيب” لإغلاق المنشاة التي كانت تحوي إلى جانب المطعم “تراساً صيفياً يطل على سفوح الجبل من الشرق والوادي من الغرب، وحوض سباحة للعائلات ومركزاً لألعاب الأطفال وملحقاً سكنياً لمن يريد النزول به.”

وتعتبر محافظة السويداء من المناطق السياحية في سوريا، لطبيعة طقسها المعتدل في الصيف، ولما تحتويه من مناظر جميلة لأشجار السنديان والبطم والسماق والأشجار الحراجية مع إطلالة على الوديان وينابيع المياه.

وقال محمود قطيش، وهو صاحب مطعم (المرج السياحي)، لنورث برس، إن خسارته تقدر بـ/٣٠٠/ مليون ليرة سورية جراء الإغلاق الاضطراري.

وذلك بعد أن تحمل كلفة بناء المطعم مع ملاحقه من مسابح ومراكز ألعاب للأطفال ومقرات إقامة للسياح.

وأضاف “قطيش”: “لم يعد زبائني يشعرون بالأمان، وخاصة أن أغلب الحفلات والسهرات كانت تمتد إلى وقت متأخر من الليل.”

ولفت إلى أن تفجير موكب “وحيد البلعوس”، قائد حركة رجال الكرامة، حدث عام ٢٠١٥ أمام منشأته السياحية، إذ نجمت عنه أضرار مادية ونشر الرعب بين من كانوا يتناولون غداءهم مع إصابات طفيفة بينهم.

وقام “قطيش” بعدها بإغلاق منشأته مؤقتاً، لكن “تفاقم التوتر الأمني في منطقة الجبل وتدهور الحياة المعيشية للناس وغياب الدعم الحكومي وانتشار كورونا” جعله يستمر في الإغلاق حتى الآن.

 يقول إنه مر “بأقسى خمسة أعوام مضت فقد فيها كل مدخراته”، وإنه يفكر الآن ببيع منشأته التي لم تعد تدر عليه الأرباح.

من جهتهم، يعزف معظم السكان عن ارتياد المطاعم السياحسة بسبب التدهور المعيشي وارتفاع الفواتير يوماً بعد آخر.

وقال ممدوح الجغامي (٥٥عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء، إن وجبة غداء فاخرة للعائلة في تلك المطاعم  قبل عام ٢٠١١ لم تكن يكلف أكثر من ألفي ليرة سورية.

 وأضاف: “أما الآن، فإن أردت أن تنزل على طاولة بأي من تلك المطاعم، ستأتيك فاتورة لا تقل عن /٣٠/ ألف ليرة سورية.”

من جانبه، قال يعرب أبو فخر، مدير السياحة في محافظة السويداء، إن ثمانية منشآت سياحية متوسطة فقط بقيت تعمل وسط التدهور الأمني والظروف الاقتصادية “العسيرة” حالياً.

وأضاف لنورث برس: “وهي في طريقها إلى الإغلاق، إن لم نقدم لهم الدعم الفوري والسريع.”

ولفت “أبو فخر” إلى أن حوالي /١٢٠٠/عامل فقدوا وظائفهم وباتوا عاطلين عن العمل أو توجهوا إلى أعمال بعيدة عن تخصصاتهم الفندقية، “وصلت إلى حد فتح بسطات وأكشاك على أرصفة الطرقات.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد