مهجرون من عفرين يواجهون غلاء مواد غذائية كانت أراضيهم تنتجها

حلب – نورث برس

تنشغل زلوخ عمر (44 عاماً)، وهي مُهَجَّرة من عفرين تقيم في مخيم سَردَم بريف حلب الشمالي، بتحضير كميات قليلة من المؤونة الشتوية لعائلتها.

وتلجأ مُهَجَّرات إلى تحضير ما تيسَّر لهن من مواد غذائية وتجفيف بعض الخضار وسط التخوّف من تفاقم الغلاء وإغلاق طرق أخرى بسبب انتشار فيروس كورونا.

وفي مخيم سَرَدم بقرية تل سوسين، وجدت نساء في تجفيف خضار وتحضير مربيات أمراً يعين عائلاتهن على مواجهة ظروف التهجير، وسط قلة فرص العمل لأزواجهن.

وقالت “عمر” لنورث برس، إن المؤونة قد تساعدها وسط الأسعار المرتفعة حيث وصلت تكلفة “الطبخة الصغيرة” إلى أربعة آلاف ليرة، على حد قولها.

وأضافت أنها تقوم بتحضير مؤونة للشتاء رغم أنها لا تدري إن كانت ستبقى في المخيم أو ستعود يوماً مع المُهَجَّرين الآخرين إلى منازلها.

“قمت بتيبيس الخضروات وتجفيفها وصناعة المربّى، أخشى أن لا نتمكن خلال الشتاء من تأمين احتياجاتنا مع انقطاع الطرقات بسبب انتشار كورونا.”

وكانت تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها قد سيطرت على منطقة عفرين منذ آذار/مارس 2019.

وتعيش /1.765/ عائلة مُهَجَّرة من منطقة عفرين، تضمُّ /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي العودة، وبَرخودان، وسَردَم، والشهباء، وعفرين.

وقالت كوثر بيرم (33 عاماً)، وهي تنزع أوراق الملوخية أمام باب خيمتها، إن تحضير المؤونة سيساعدها في الشتاء حين ينقطع عمل زوجها.

 “وقد تتراكم الأوحال وأواجه صعوبة بالتنقل لتأمين مكونات الوجبة بوجود أطفال صغار.”

ولفتت “بيرم” إلى خشيتها من انتشار فيروس كورونا إلى حدِّ ظهور مخاطر لمخالطة الآخرين، “ما سيجعل توفر المؤونة في المنزل أمراً آمناً.”

وتقول مُهَجَّرات في المخيم إنهن يتساعدن، في زمن الحرب والتهجير، للحفاظ على عادة تحضير المؤونة المتوارثة في منطقتهن والاستفادة منها.

وفي مدينة حلب، يقول محمد حسن (31 عاماً)، وهو مُهَجَّر من عفرين، إنه لا يستطيع شراء زيت الزيتون بأسعار مرتفعة، بعد ما كان يملك /450/ شجرة زيتون في ناحية “شيه” بعفرين.

وأضاف: “نقوم بخلط زيت الزيتون مع الزيت النباتي، فآخر تنكة زيت اشتريتها بـ/75 / ألف ليرة سورية.”

وكان مسلّحو المعارضة في عفرين قد قاموا بسلب مساحات زراعية من أصحابها، وسط استمرار عمليات اعتقال وتعذيب وانتهاكات أخرى لتنفيذ مشروع تركي في التغيير الديموغرافي والسيطرة على موارد المنطقة.

وقد تحدثت تقارير صحفية غربية سابقة عن أن عائدات تركيا بلغت /19/ مليون يورو  من بيع زيت زيتون عفرين لإسبانيا، بعد أن قامت تركيا بتزوير وثيقة بلد المنشأ.

ومن جهته، قال شيروان خير الدين (29 عاماً)، وهو تاجر مواد غذائية في حي الأشرفية بحلب، إن الارتفاع الأخير في سعر الزيت “يعود لإغلاق معبر أبو الزندين الواصل ما بين مناطق درع الفرات والحكومة السورية.”

وأضاف أن الزيت (نخب أول) “يُباع في عفرين بسعر يتراوح بين /50/ و/55/ ألف ليرة سورية، بينما يباع في حلب بـ/85/ و/90/ ألف ليرة.”

ويُقدَّر عدد أشجار الزيتون في عفرين بـ/20/ مليون شجرة، ويصل إنتاجها السنوي لأكثر من /270/ ألف طن من الزيتون، أي ما يعادل نحو /55/ ألف طن من زيت الزيتون، وفقاً لإحصائياتِ مهندسين زراعيين وخبراء اقتصاديين.

وارتفعت تكلفة نقل تنكة زيت الزيتون من أربعة دولارات إلى /11/ دولاراً، بحسب “خير الدين”.

وعن طريقة شحن الزيت من عفرين إلى حلب، قال التاجر إن “مسلّحي المعارضة يقومون بتهريبه بالتنسيق مع مسلّحي مدينة نُبّل.”

إعداد: دجلة خليل/زين العابدين حسين – تحرير: حكيم أحمد