“حواجز وكاميرات مراقبة”…أجهزة الأمن الحكومية تعزز حضورها في السويداء تحسباً لأي احتجاجات محتملة
السويداء-نورث برس
شكلت الاحتجاجات التي شهدتها مدينة السويداء جنوبي سوريا خلال شهر حزيران/يونيو الماضي ذريعة للأجهزة الأمنية الحكومية من أجل إعادة نشاطها في المحافظة إلى سابق عهده.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت مطلبيةً ثم تطورت إلى دعوات لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومن خلفه داعميه “الروسي والإيراني”. إلا أنها قُمِعت بعد وقت قصيرة.
محاولة للعودة
وقال الناشط رواد صادق (٣٣عام) إن “عناصر الأمن كانت مرتكبة وحائرة في الأيام الأولى لخروج الاحتجاجات ومصدومة لكثافة المشاركين التي بلغت الآلاف في ذروتها.”
وأضاف “صادق”، الذي اعتقل مع عشرة أخرين وأفرج عنه لاحقاً، أنه “تعرض مع رفاقه، إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي داخل السجن المدني بمحافظة السويداء وفي سجون دمشق.”
وأشار إلى أن “الإفراج عنهم تم بضغط من المجتمع المدني وقوات شيخ الكرامة من خلال وساطة روسية.”
وقالت ناشطة مدنية من السويداء، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الأجهزة الأمنية الحكومية زادت من إجراءاتها داخل السويداء.
وأضافت أن “الحكومة السورية تحتاط من أي محاولات أخرى قد يقدم عليها السكان للخروج إلى الشوارع والمطالبة برحيل الأسد.”
حواجز وكاميرات
وأشارت إلى أن “جهاز الأمن العسكري المدعوم من إيران زاد من حواجزه داخل المدينة ودعم عناصره بآليات نصب عليها رشاشات لتجوب المدينة ليل نهار.”
ولفتت الناشطة إلى أن الأمن العسكري، زرع كاميرات مراقبة مزودة بأجهزة تنصت في أغلب الساحات والأبنية المطلة على الأسواق الكبيرة والأماكن العامة.
وأضافت أن تلك التعزيزات اللوجستية والمخابراتية جعلت قسم من السكان يتوخون الحذر في تحركاتهم وأحاديثهم.
لكنها عادت وقال إن “الغالبية العظمى من سكان السويداء لم تعد تخاف من الأفرع الأمنية كما كانت في السابق بسبب بطشها”، على حد تعبيرها.
وقال ناشط مدني من السويداء، فضل عدم ذكر اسمه: إن حاجز الخوف كُسِرَ ولم يعد الشباب المحتج المطالب بالكرامة يولي أي اعتبار للأجهزة الحكومية القامعة للحريات العامة.”
كسر حاجز الخوف
وأضاف أن الشبان المحتجين شعروا أن قلوب الناس وعقولها تناصرهم، حتى وإن لم يشارك القسم الأكبر منها في الاحتجاجات”، على حد تعبيره.
لكنه أشار إلى أنه و”بعد قمع الاحتجاجات من قبل الأفرع الامنية وبتواطؤ من مسؤولين بعثيين، عززت الأفرع تواجدها مرة أخرى على ساحة المحافظة”.
ولفت إلى أنها زادت من عدد عناصرها بين المواطنين لرصد أي تحركات مشبوهة لتجمعات شبابية داخل مدينة السويداء وباقي المناطق”، على حد قوله.
وتسبب تدهور قيمة الليرة السورية المستمر إلى تفاقم معاناة سكان المحافظة، خاصة بالنسبة لشريحة الموظفين الحكوميين الذي يبلغ متوسط رواتبهم نحو /60/ دولاراً.
“رجال الكرامة”
وقال قيادي في “حركة رجال الكرامة “طلب عدم ذكر اسمه: “لن نسمح باعتقال من يعبر عن رأيه وخرج مطالباً بالحياة الكريمة.”
وأضاف لنورث برس، “لكن في الوقت ذاته لا نرغب لتلك الأصوات التي خرجت في الاحتجاجات أن تخرج عن العادات المعروفية الأصيلة و خارج الآداب العامة للدروز.”
وكانت الحركة قد تمايزت بموقفها المؤيد للحراك والاحتجاجات التي خرجت في سوريا منذ العام 2011 ولكنها لم تدخل في صراع مسلح مع القوات الحكومية خلال سنوات الحرب.
وأشار القيادي في رجال الكرامة إلى أنهم طلبوا من بعض الأجهزة الأمنية، “بعدم التعرض للمواطنين بالضرب والاعتقال.”
وقال إن ما حدث بعد التزمنا الحياد درءً لحدوث أي فتنة، هو أن الحكومة توجهت إلى فض الاحتجاجات وقمعها بالقوة والاعتقال.
وأضاف القيادي أن عدم رغبتهم للدخول في قتال مباشر مع الأجهزة الأمنية وغيرها دفعهم للجوء إلى الضغط عبر التفاوض وبالتنسيق مع الروس لإطلاق سراح كافة المعتقلين.