افتتاح قسم للدعم النفسي بمركز مشتنور الصحي بكوباني وسط إقبال من السكان

كوباني-أطفال من مرتادي مركز مشتنور-نورث برس

كوباني – نورث برس

بدأ مركز مشتنور الصحي بمدينة كوباني منذ نحو شهرين، بتوفير خدمات الإرشاد النفسي لأول مرة إلى جانب خدمات التوعية الصحية لسكان المنطقة.

ويضم المركز الذي افتتحته هيئة الصحة في إقليم الفرات/12/ شخصاً بينهم مرشدين نفسيين وكوادر توعية صحية بدعم من منظمة أطباء العالم”MDM”.

“لمواجهة الضغوط”

وقال الرئيس المشارك لهيئة الصحة في إقليم الفرات أحمد محمود لنورث برس إن مثل هذه الفرق باتت متوفرة في المستوصفات بريف كوباني منذ أكثر من عام.

والهدف من افتتاح قسم الدعم النفسي مواجهة المشاكل النفسية والضغوطات التي يتعرض لها أفراد المجتمع خاصة بعد ازدياد حالات الانتحار، بحسب “محمود”.

 وقال إن هناك ضغوطاً ومشكلات ولدت نتيجة لظروف العزل وانتشار وباء كورونا.

وكانت مدينة كوباني قد شهدت منذ بداية العام الجاري ارتفاعاً في نسبة العنف ضد النساء كشفها ارتفاع حالات الانتحار لدى النساء.

وتشير إحصائيات هيئة المرأة إلى إقدام امرأتين في كوباني منذ بداية العام الجاري على الانتحار فيما وقعت /11/ محاولة انتحار أخرى، مع تسجيل حالتين للقتل العمد وحالتين للاشتباهٍ بالقتل أو الانتحار.

زيارات ميدانية

ودأب محمد ملا خليل وهو أحد كوادر قسم الدعم النفسي بمركز مشته نور مع زملائه إلى زيارة المنازل لتقديم خدمات التوعية الصحية للسكان والتعريف بقسم الجديد وخدماته بالإرشاد النفسي.

ويقول “ملا خليل” إن القسم يستقبل الحالات التي تعاني من القلق أو من مشاكل نفسية أخرى ويقدم خدمات إرشادية لها.

وتكون جلسات الإرشاد النفسي سرية وتتمتع بالخصوصية بالنسبة للمراجعين الذين يكونون في الغالب من أعمار مختلفة من الأطفال وكبار السن، حسب “ملا خليل”.

ويؤكد الشاب أن للظروف المعيشية وحالة عدم الاستقرار في المنطقة تأثيراً في زيادة الضغوط النفسية على السكان.

فكبار السن غالباً ما يتعرضون للضغط النفسي نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية، وهو ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية.

وكانت إدارة المركز تتوقع أن يكون هناك عدم تقبل لدى السكان لفكرة الدعم النفسي أثناء افتتاح القسم، “تفاجأنا بالأعداد الكبيرة ممن يريدون الاستفادة من خدماته.”

ويصل عدد المراجعين لقسم الدعم النفسي وسطياً إلى /7/ حالات يومياً.

وتشير إحصائية المركز إلى أن معظم الحالات تعاني من التوتر والقلق ومن اضطرابات نفسية عامة، إضافة إلى حالات التبول اللاإرادي لدى الأطفال.

ويشير “ملا خليل” أن مدة جلسة الدعم النفسي تتراوح بين /45/ دقيقة وساعة كاملة، بحسب الحالة.

كما يوفر المركز جلسات متابعة أسبوعية، ذلك أن معظم الأشخاص يحتاجون لأكثر من جلسة قد تصل إلى /8/ جلسات متتالية، وفق إدارة المركز.

وقال “ملا خليل” إن الفرق الجوالة في القسم تقوم بتقديم خدمات توعية صحية وخاصة فيما يخص وباء “كورونا” مع تقديم دعم نفسي لهم.

“جلسات واتس آب”

ويشير إلى أنهم ينبهون السكان إلى دور الحالة النفسية في التمتع بمناعة جسدية قوية في مواجهة الأمراض وخاصة فيروس كورونا.  

وفي مقابل الزيارات الميدانية “يوفر المركز امكانية التواصل مع حالات نفسية عبر تطبيق الـ”وآتس آب” مراعاة لعوامل اجتماعية أو ظروف خاصة تمنع المستفيدين من الحضور للمركز.”

ويؤكد “ملا خليل” إلى أن الجلسات عبر تطبيق الـ”واتس آب” شبيهة بالجلسات التي تتم في المركز.

بدورها تقول المواطنة رقية شيخ أحمد (35 عام) وهي أم وربة منزل من سكان كوباني إنها بدأت بارتياد المركز منذ نحو شهر ونصف.

إقبال

وقالت لنورث برس إن وضعها الصحي تحسن منذ زيارتها للمركز بعدما علمت بوجوده من بعض صديقاتها.

وكانت السيدة تعاني من قلق وتوتر ما أثر على حياتها الزوجية وتعاملها مع اطفالها.

وترى “شيخ أحمد” أن المشاكل النفسية تزداد صعوبة إذا ما أُهمِلت، فيما يوفر المركز خدمات تتيح إمكانية لتجاوزها.

وقالت السيدة إن على المرء أن لا ينظر إلى حالته المرضية مهما كانت، ولا إلى ارتياد المركز على أنه أمر معيب.

واختتمت السيدة “لا يجب الالتفات إلى تعليقات الناس، فالأطباء والمرشدين النفسيين يساعدوننا ويجب استشارتهم بشكل دائم”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: جان علي