“طريق قنوات”.. حيّ في السويداء خارج المعادلات التجارية لباقي المدينة

السويداء – نورث برس

على الطرف الشرقي لمدينة السويداء، أقصى جنوبي سوريا، أبنية وفنادق وأبراج سكنية ومحلات تجارية بحي “طريق قنوات” يقول سكان إنها بقيت خارج المعادلة التجارية في المدينة.

وحافظت عقارات الحيّ على ثبات أسعارها المرتفعة، رغم انخفاض الأسعار في باقي أحياء المدينة عقب تدهور قيمة الليرة السورية وشحّ السيولة المالية لدى السكان.

ويبلغ سعر المتر الواحد لمحلّ تجاري وسط هذا الحي، الذي يعرف أيضاً بحي النهضة، نحو ستة ملايين ليرة سورية (ما يعادل ثلاثة آلاف دولارٍ أميركي).

وقال محمد أبو سعدة (55 عاماً)، وهو رئيس الشعبة العقارية والهندسية في السويداء سابقاً، إن ذلك يعود إلى تركّز رؤوس الأموال لرجال أعمال و”متنفذين وغاسلي الأموال” في الحي.

وأضاف: “هؤلاء لديهم مصادر أموال مشبوهة كتجارة السلاح وبيع المخدرات والترويج لها بين الشباب في سنوات الحرب التسع الماضية.”

وأشار “أبو سعدة” إلى أن رجال الأعمال المقربين من الأجهزة الأمنية الحكومية بنوا أبراجاً سكنية وفنادق ضخمة في الحي، ما جعل حاله مختلفاً عن باقي الأحياء.

وذكر أن شخصاً يمثل أحد أبرز القادة الأمنيين في السويداء اشترى قبل عامين قطعة أرضٍ في الحي “بمبلغٍ خيالي” وشيّد عليها برجاً كلّفه مئات الملايين.

ونوه “أبو سعدة” أن الكثير من سكان الحي باعوا أراضيهم إلى “مسؤولين أمنيين وحكوميين” بأسعارٍ عالية جداً بسبب رغبتهم في الهجرة إلى خارج البلاد.

وشهدت مدينة السويداء، خلال السنوات الماضية، بروز رجال أعمالٍ ومستثمرين جدد قاموا بعمليات شراء لأراضٍ وعقاراتٍ ذات مواقع مميزة، دون معرفة الجهة الشرائية الحقيقية.

ويتّهم المجتمع المدني رجال الأجهزة الأمنية الحكومية بشراء أراضٍ ومساكن لصالح إيران وحزب الله اللبناني لإحداث تغييرٍ ديمغرافي في بيئة ذات أغلبية درزية.

وقال صاحب أحد أكبر الأبراج السكنية، لنورث برس، إن قادة الفصائل المدعومة والممولة من الحكومة السورية يمتلكون نحو  /70/ بالمئة من أسواق الحي.

وأضاف مشترطاً عدم كشف اسمه: “هذه المحال كانت لتجارٍ كبار، دُفِعت لهم أموالٌ طائلة حتى يتخلوا عن محالهم وأسواقهم بعد ضغطٍ وترهيب.”

ولفت إلى أنه تعرض هو الآخر ” لضغوط من قبل أحد الضباط الأمنيين في السويداء لبيع برجي السكني له، لكنني رفضت عروضه المتكررة.”

وقال إن الضابط الأمني لا يزال يتصل به في كلّ فترة مقدماً له إغراءات مالية ضخمة ليقنعه ببيع برجه السكني.

ويتناقل سكان أنباء الأرقام الباهظة في هذا الحي، بينما تقول دراسة أعدتها الأمم المتحدة أن /83.4/ من سكان سوريا يقبعون تحت خط الفقر جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

وذكر أكرم شلهوب (22 عاماً)، وهو شاب من سكان السويداء القديمة، أنه يذهب أحياناً رفقة أصدقائه إلى أسواق الحي لمشاهدة البضائع فقط، دون شرائها بسبب الارتفاع الباهظ في أسعارها.

وتساءل “شلهوب”، وهو طالب سنة ثالثة في كلية الطب البشري بدمشق: “ألا يحق لي أن أحلم بمسكن أو عيادة في هذا الحي الجميل بعد تخرجي؟”

إعداد: سامي العلي – تحرير: هوكر العبدو