انتشار كورونا يتسبب بتضرر تلاميذ في قامشلي ويرهق عائلاتهم بسبب تكاليف المدارس
قامشلي- نورث برس
تشتكي أمهات تلاميذ مدارس في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، هذا العام من ارتفاع تكاليف مستلزمات المدارس بسبب غلاء الأسعار عموماً.
وزاد من تلك التكاليف مستلزماتٌ إضافية للوقاية من فيروس كورونا، بينما تحدثت أخريات عن أضرار تعليمية أصابت أبناءهن بسبب انتشار الوباء.
وبلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق شمال وشرقي سوريا /1343/ إصابة، بحسب ما أعلنته هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.
وقالت إيفا كورية، وهي أم لثلاثة أطفال في قامشلي، اثنان منهم يرتادان المدرسة، إنها حاولت هذا العام الاقتصاد في شراء مستلزمات الدوام المدرسي لأطفالها بسبب غلاء الأسعار.
“اعتمدت على حقائبهم القديمة، وأغلب قرطاسيتهم كانت من العام الفائت، ومع هذا كلفتني بعض الدفاتر والأقلام ما يزيد عن /44/ ألف ليرة سورية.”
لكن “كورية” ترى أنه لا مَهرَب من استكمال حاجيات أخرى كانت قد عزفت عن شرائها بسبب غلاء أسعارها.
وفاقم انتشار فيروس كورونا من تكاليف مستلزمات المدرسة، إذ تحاول العائلات تأمين المعقِّمات والكمامات لأطفالها، ويزداد الأمر صعوبةً مع وجود أكثر من تلميذ ضمن العائلة.
وقالت “كورية”: “أرسل المعقِّمات والكمامات مع طفليّ الاثنين، بسبب خوفي عليهما من العدوى، لكن تكاليف المدرسة أصبحت مضاعفة.”
وكان العام الدراسي الماضي قد شهد تعليق دوام المدارس لينتهي العام دون امتحانات نهائية للوقاية من مخاطر وباء كورونا.
ودفعت مخاطر تجمّع الطلاب والمعلمين في المدرسة وسط الانتشار الكبير لوباء كورونا، بعض الأهالي إلى الامتناع عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة والاعتماد على التعلّم الذاتي أو التعليم عن بُعد في المنزل.
وامتنعت صباح علي، وهي أم لطفل، عن إرسال ابنها الوحيد إلى المدرسة معتبرةً أن الوضع الصحي “سيءٌ جداً.”
وقالت: ” لن أعرِّض ابني لخطر الإصابة بهذا الفيروس الخطير، أفضِّل حرمانه من مدرسته على أن أخسره.”
ورأت “علي” أن افتتاح المدارس في هذا الوضع كان خطأً، “وكان يجب التريّث وأخذ قرار يخدم مصلحة الطلاب ويراعي الوضع الصحي الذي تمرُّ به سوريا.”
لكن ورود صليبا، وهي من سكان قامشلي، رأت أن كلّ عائلة ملزمة بإرسال أولادها إلى المدرسة على الرغم من الصعوبات، “لأن التعليم هو ما سيحدد مستقبلهم.”
وقالت لنورث برس: “ربما حرمنا أطفالنا من أبسط الأمور كالترفيه والحدائق العامة والرحلات والثياب والمأكولات، ولكن لا نستطيع حرمانهم من التعليم فهو حقهم.”
وأضافت “صليبا”، وهي أمٌّ لتلميذ في الصف الثاني الابتدائي، إنها تركت ابنها هذا العام في صفّه بعد أن حُرِم من دروسه العام الماضي بسبب انتشار وباء كورونا.
“لم أستطع إنجاحه للصف الثالث، أردت أن يستفيد من المراجعات التي ستؤسس مستواه ليكمل تعليمه بشكل جيد.”
وكانت المدارس قد عمدت العام الفائت، وفق قرار من وزارة التربية والتعليم الحكومية، إلى ترفيع التلاميذ دون إخضاعهم لامتحانات نهاية العام.
وتعتمد الأم على النصائح التي تقدمها لطفلها حول تجنّب ملامسة أحد وترك مسافة بينه وزملائه، بالإضافة لاستخدام المعقِّمات والصابون والكمامة.