حرق مخلّفات المحاصيل في ديرك… أضرار تطال التربة والمواشي والكهرباء

ديرك – نورث برس

يلجأ مزارعون في ريف ديرك (المالكية)، أقصى شمال شرقي سوريا، إلى حرق أراضيهم المحصودة من أجل تسهيل عملية حراثتها استعداداً لبذرها في الموسم القادم.

لكن ذلك، بحسب مختصين، يحرم المواشي من رعي مخلّفات الحصاد، ويتلِف التربة بسبب تدمير المواد العضوية فيها، إضافةً إلى تضرر أعمدة الكهرباء ضمن تلك الأراضي.

مساحات شاسعة

وقال حسين جب، وهو صاحب أراضٍ بقرية تلدار بريف ديرك الشمالي، إن حرق مخلّفات المحاصيل “يستمر بين فترتي الحصاد وزراعة البذار.”

وأضاف أن الحرائق تسببت بحرمان مواشٍ من الرعي بالإضافة لاحتراق أنابيب ري، وتشكل أحياناً خطراً على المنازل “لأن الأراضي الزراعية تمتد إلى أطراف القرى.”

ولفت “جب” إلى أن بعض المزارعين يشعلون النار في أراضيهم ذات المساحة الصغيرة، “لكن الحريق يمتد لمساحات شاسعة.”

ورأى أن عدم امتلاك المزارع لرؤوس ماشية لا يعني أن من حقه حرمان المربّين من المرعى كما يفعل من يحرق بقايا القش في وقت مبكّر.

لكن الأمر ليس قاعدةً عامة، فبعض المزارعين يمتنعون عن حرق محاصيلهم لدواع إنسانية ودينية واقتصادية.

وقال علي إبراهيم (66 عاماً)، وهو مزارع من قرية كَلهة بريف ديرك، إنه لم يسبق أن حرق مخلّفات محاصيله.

وأضاف أنه يدرك الضرر الذي تتسبب به الحرائق للتربة، فهو يضطر لزيادة كمية السماد في حال وصلت النيران إلى أرضه.

“تصل جذور النبات إلى عمق \15\ سم في التربة، ويستفيد من تلك المواد العضوية التي تؤدي لزيادة الإنتاج”.

ورأى “إبراهيم” أنه من الضروري توعية المزارعين أولاً، “ثم محاسبتهم في حال واصلوا حرق أراضيهم بعد حصادها.”

تقليل الحراثات

وقال توفيق رمو، وهو مهندس زراعي في ديرك، إن ما يدفع مزارعين لحرق أراضيهم المحصودة هو تقليل عدد “الحِراثات”، خاصةً بعد ارتفاع تكاليفها.

وأضاف لنورث برس، أن حرق مخلّفات المحاصيل يحرم المواشي من الرعي على بقايا المحاصيل والتبن “لمدة تصل إلى أربعة أشهر.”

ودعا “رمو” إلى الحِراثة دون الحرق لأن حراثة التربة بشكل عميق “يجعل مخلّفات الحصاد تتحلل وتتحول إلى مواد عضوية تزيد خصوبة التربة.”

ولفتَ إلى أن بعض المزارعين، في مناطق أخرى، يشترون مخلّفات المحاصيل وينقلونها لأراضيهم “حتى تتحول لمواد عضوية تغذي المحصول الذي يزرعونه.”

“أعمدة كهرباء”

بدورها، قالت المهندسة لميا عوينان، الرئيسة المشاركة لمؤسسة الكهرباء في ديرك، إنّ إشعال النيران في الأراضي المحصودة أدى خلال العام الجاري لتضرر أعمدة كهرباء للتوتر المتوسط ضمن تلك الأراضي.

وكانت مؤسسة كهرباء ديرك قد طلبت من الكومينات (المجالس المحلية) تنبيه المزارعين لوضع ألواح توتياء حول أعمدة الكهرباء وإزالة الأعشاب الجافة مسافة جيدة لتفادي وصول النيران إذا ما أشعلوها.

لكن المزارعين لم يطبقوا تلك التعليمات الموجهة إليهم، بحسب “عوينان”، التي أشارت إلى أنهم يعانون من صعوبات في تأمين أعمدة بديلة.

وأضافت أن مؤسسة الكهرباء أحصت تضرر عشرة أعمدة توتر متوسط نتيجة حرق بقايا المحاصيل، “اثنان منها على خط توتر النفط.”

وأدى احتراق ثلاثة أعمدة على خط توتر قرية عين ديوار لانقطاع تغذية الكهرباء عن قريتي ديركا برآفي وبوزي لمدة ثلاثة أيام.

كما أن خمسة أعمدة على توتر خط قرية زهيرية احترقت، ما أدى لانقطاع التغذية لمدة أربعة أيام عن قرى خراب رشك وبليسية وكنكلو وتليلون وركآفا، بحسب “عوينان”.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: حكيم أحمد