مع فتح معبر عون الدادات.. فصائل المعارضة تبتز العالقين قبل عودتهم إلى منبج
منبج – نورث برس
قضى محمد الأحمد (اسم مستعار)، من سكان مدينة منبج، عشرين يوماً تحت الأشجار قبالة معبر عون الدادات حيث تسيطر فصائل من المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا على أمل العودة إلى منبج.
وكان “الأحمد” قد زار تركيا لفترةٍ لقضاء بعض الحاجات، إلا أنه اضطر بعد عودته أن يفترش الأرض بعدما وجد أن فصيل الشرطة العسكرية التابع لتركيا أغلق حاجزه على طريق المعبر.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، قد أعلنت الأسبوع الماضي، تحديد فترة /11/ يوماً، للسماح للعالقين في مناطقها بالخروج، ولأبناء شمال شرقي سوريا بالعودة عبر المعبر.
ومع بدء سريان القرار، بدأت فصائل المعارضة المسلّحة بإغلاق المعبر من جهتها ومنعت المدنيين من الدخول أو الخروج من وإلى مناطقها دون دفع مبالغ مالية.
وقال “الأحمد”: “تفاءلت خيراً بعدما قضيت عشرين يوماً تحت الأشجار و أنا أدفع ثمن كل ما أحصل عليه من طعام وشراب.”
“إلا أن إغلاق الفصائل للحاجز من جانبهم، جعلني أقع في حيرة من أمري بعد أن أصبحت على وشك قضاء فترة إضافية، في حالٍ يرثى لها.”
ويسرد “الأحمد” كيف أن أحد عناصر الفصائل جاءه ليعرض عليه الدخول عبر الالتفاف على حاجز الشرطة العسكرية التابع للمعارضة لكن مقابل /75/ ألف ليرة سورية.
وقال إنه وافق على الفور.
وكان عليه أن يسير على الأقدام ليصل إلى معبر عون الدادات، بعد أن أوصله العنصر بدراجته النارية إلى آخر نقطة في مناطق سيطرة الفصائل.
وقال “الأحمد” إنه ما أن وصل إلى المعبر حتى دخل فوراً “بعد خضوعي لفحص وبعض الإجراءات الاحترازية الوقائية من وباء كورونا.”
من جانبه، أشار حسن محمد، الإداري في معبر عون الدادات، إلى أن المعبر شهدَ حركة محدودة ودخول عدد قليل من العالقين، رغم مرور أيام على قرار إعادة فتحه.
وأضاف لنورث برس أن هؤلاء الذين يستطيعون الدخول أيضاً غالباً ما يصلون إلى المعبر مقابل دفع مبالغ مالية لعناصر فصائل المعارضة.
وأشار إلى أن الحركة التجارية مستمرة دون قيود “حيث تدخل الشاحنات المحمّلة بالبضائع إلى ساحة العون ليتم تفريغها ومن ثم تعود من حيث أتت.”
في الأثناء، يشرف ياسر خليفة، المسؤول عن الكادر الطبي المخصص لفحص القادمين عبر المعبر الموجود، على عمليات الفحص ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
ويراقب أيضاً عمليات تعقيم جميع السيارات القادمة عبر المعبر قبل دخولها إلى الساحة لإفراغ حمولتها.
وقال “خليفة” إنهم يقومون بنقل الحالات المُشتبه بها إلى مركز الحجر الصحي المؤقت بقرية المحترق جنوب منبج ليبقوا هناك \15\ يوماً.
وكانت فصائل المعارضة التابعة لتركيا قد استهدفت قرية عون الدادات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجراح متفاوتة.
ويتهم المدنيون الفصائل بتعمد قصف القرية لإيقاف حركة المعبر، وبثِّ الخوف في قلوب المدنيين، لدفعهم إلى البحث عن طرق التهريب التي تدرّ على الفصائل فوائد مالية كبيرة.