على وقع تهاوي الليرة السورية.. تربية الأغنام تتحول لوسيلة ادخار بريف تل كوجر
تل كوجر – نورث برس
شهدت تربية الأغنام في ريف بلدة تل كوجر (اليعربية) شمال شرقي سوريا، مؤخراً إقبالاً ملحوظاً من قِبل السكان، أرجعه البعض إلى ارتفاع هامش الأرباح في تجارتها.
لكن آخرين أشاروا إلى أن تربية الأغنام أصبحت وسيلة للادخار في ظل تهاوي قيمة الليرة السورية، خاصةً أن أغلب السكان لا يُحسنون الاستثمار في غيرها.
وقال مشرف العبود (44 عاماً)، من قرية مشيرفة، إن الإقبال على تربية وتجارة الأغنام “غير مسبوق.”
وعزى ذلك إلى توفّر المرعى (الفراز) وقلّة أجور الرعاة.
وأضاف “العبود”، والذي يعمل راعياً ومربياً للأغنام، أن رخص أسعار المواد العلفية وخصوصاً الشعير، أدى إلى زيادة الطلب على الأغنام، “ما أدى إلى ارتفاع أسعارها.”
لكنه اشتكى من غلاء سعر اللقاحات والأدوية التي تحتاجها الأغنام وصغارها في فترة الانتقالات الفصلية من العلف إلى المرعى وبالعكس.
وتُعتَبرُ تربية الأغنام أحد الموارد الرئيسية لسكان المنطقة، لكنها تراجعت بشكل كبير خلال سنوات الحرب إلى أن أصابها الكساد خلال العام 2014.
وكانت أسعار المواشي قد ارتفعت في العامين الأخيرين بشكل قياسي مع تصاعد تكاليف تربيتها وتهاوي قيمة الليرة السورية.
وقال جاسم الفايز، وهو طبيب بيطري، لنورث برس، إن اللقاحات متوفرة.
وعزى “الفايز” غلاء الأسعار إلى شرائها بالدولار الأمريكي.
وأضاف أن المرضَين الأكثر فَتكاً بصغار الغنم خلال الصيف هما البستريلا و الجدري “واللذين تم توزيع اللقاحات اللازمة لهما مؤخراً على المربّين.”
وأشار إلى أن هناك العديد من المنظمات قامت بتقديم لقاحات مجانية لمربّي الأغنام.
وقال حسين الرميض، وهو تاجر مواشي، في حديثٍ لنورق برس، إن هناك انتعاشاً كبيراً بسوق الغنم.
وأرجع السبب إلى أنها أصبحت وسيلة للادخار في ظل تهاوي قيمة الليرة السورية.
وأضاف “الرميض” الذي يعمل دلالاً أيضاً بسوق القلعة بريف تل كوجر، أن أغلب الناس لا يحسنون الاستثمار في غير تربية الأغنام والماشية.
وأشار إلى أن تدفق المواشي إلى سوق الرقة وعمليات التهريب إلى العراق ساهمت برفع الأسعار ليصل سعر رأس الغنم “المطفل التي ولدت خروفاً” إلى /600/ ألف ليرة.
وقال إن سعر “القرقورة” (يتراوح عمرها ما بين ستة أشهر وسنة) يصل إلى /400/ ألف ليرة.
وأوضح أن أسعار الخاروف مرتبطة بالوزن وتتراوح بين /300/ ألف إلى /500/ ألف ليرة، فيما يصل سعر الكبش الطيب إلى مليون ليرة، بحسب تعبيره.
وبلغ عدد رؤوس الأغنام في إقليم الجزيرة هذا العام، أكثر من مليون و/638/ ألف رأس غنم، بحسب مديرية الزراعة في حسكة، والتابعة للحكومة السورية.
ويشير سكان المنطقة إلى أن تهريب الأغنام والمواشي لطالما كان مهنة متّبعة للعديد من سكان المنطقة قبل عشرات السنين، كما أنه بقي سارياً خلال سنوات الحرب وحتى وقتنا الحالي.
وقال عدنان العايد، رئيس اتحاد الفلاحين في تل كوجر، إن الاتحاد يقدّم خدماته بالتعاون مع بعض الجمعيات والمنظمات التي تهتم بتنمية الريف.
وأضاف أن عشرات المربّين الذين يملكون آلاف الرؤوس من الغنم تلقوا خدمات كالعلاج واللقاح والعلف بشكل مجاني على مدار العام، بحسب قوله.