ترامب يحظى بفرصة تاريخية لتعيين قاضٍ ثالث للمحكمة العليا بعد وفاة قاضية ديمقراطية

واشنطن – نورث برس

 غيّر وفاة قاضية المحكمة العليا روث جينسبرغ، الجمعة الفائت، مسار انتخابات الرئاسة الأميركية للعام ٢٠٢٠ بعد تحوله إلى مادة انتخابية هامة.

واندلعت إثر وفاتها معركة سياسية جديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين حول تعيين البديل في وقت تشهد في البلاد انقسامات شديدة.

وتعتبر هذه هي الفرصة الثالثة للرئيس ترامب لتعيين قاضي في المحكمة العليا للولايات المتحدة وهي أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة تسّن القوانين الفيدرالية.

ويرى الديموقراطيون أن على الرئيس دونالد ترامب الانتظار إلى ما بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر ليختار الشعب الأميركي من سيعيّن بديل القاضية “جينسبيرغ”.

وقام الجمهوريون وزعيم مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بمنع الرئيس باراك أوباما من ملء شاغر في المحكمة العليا عام 2016 لعام كامل حتى جاء ترامب وعينه.

و قال الجمهوريون حينها إن من الضروري ترك الناخبين يدلون بدلوهم في صناديق الاقتراع قبل تعيين قاض جديد.

وتأتي أهمية المحكمة العليا من دورها المحوري في اتخاذ قرارات فيدرالية متعلّقة بقضايا هامة مثل الإجهاض، وحق حمل السلاح، وقوانين الهجرة، وحقوق المثليين.

لذا من شأن تعيين قاضية جديدة في المحكمة العليا أن يترك أثراً دائماً على القانون والسياسة الأميركية.

وأحدث وفاة “جينسبرغ” اختلالاً في توازن المحكمة التي سيصبح فيها ستة قضاء جمهوريين أمام ثلاثة ديمقراطيين إذا قام ترامب بملء المقعد الشاغر.

وتعتبر “جينسبرغ” رمزاً ليبيرالياً أميركياً تركت بصمة في دفاعها عن الحقوق المدنية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وفق أوساط حقوقية أميركية.

و يتطلّع الرئيس ترامب لتعيين امرأة محافظة كبديل عن “جينسبرغ”، وفق وسائل إعلام أميركية.

وقال ترامب إنه سيفصح عن اسم البديلة وهي امرأة، الجمعة أو السبت، ليقوم مجلس الشيوخ بغالبيته الجمهورية بالتصويت على الاسم الذي سيختاره الرئيس.

ومن الأسماء التي قال ترامب إنه يفكر بتعيينها، القاضية باربرا لاغوا، وهي أميركية كوبية من ولاية فلوريدا.

كما تحدث الرئيس الأميركي عن وايمي باريت البروفيسورة السابقة في جامعة “نوتردام” الأمريكية والمعروفة بتديّنها ومواقفها المناهضة للإجهاض.

ولأن المُعّينين كقضاة في المحكمة الأميركية العليا يحتفظون بمناصبهم طيلة الحياة، يحظى الأمر باهتمام الأميركيين ويتحوّل إلى أهم مادة انتخابية.

وستؤثر قرارات المحكمة العليا التي اختار ترامب ثلاثة من قضاتها حتى اليوم على قوانين تمس أجيال أميركية قادمة.

ويعتبر ترامب أكثر رئيس أميركي حظي بفرصة تعيين قضاة في المحكمة العليا منذ عهد رونالد ريغان الذي عيّن ثلاثة قضاة أيضاً لكن خلال فترة امتدت لـ٨ سنوات.

ومع تعيين ترامب بديلة عن “جينسبرغ” ستميل المحكمة العليا مرة ثانية إلى اليمين منذ ثلاثة عقود.

إعداد: هديل عويس – تحرير: جان علي