تأهيل مجفف الذرة الصفراء في الرقة وسط مطالبات مزارعين “بتسعيرة ثابتة”

الرقة – نورث برس

تعمل شركة تطوير المجتمع الزراعي التابعة للجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني على إعادة تأهيل مجفف الذرة الصفراء في مدينة الرقة، شمالي سوريا، استعداداً لاستقبال موسم الذرة لهذا العام بعد توقفٍ دام لأكثر من ثماني سنوات.

وكان مجفف الذرة قد خرج عن الخدمة بُعيد وقوع الرقة تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة ثم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال حسين ديريك، الرئيس المشارك لمجفف الذرة الصفراء، أن التأهيل يشمل إعادة بناء ثلاث صوامع لتجفيف الذرة الصفراء من أصل خمسة صوامع مدمَّرة.

وكانت تلك الصوامع قد دُمِّرت بنسبة /٨٥/ بالمئة أثناء المعارك التي دارت بين قوات سورية الديمقراطية من جهة وعناصر “داعش” من جهة أخرى في العام 2017.

وأضاف “ديريك” أن إعادة تأهيل المجفف سيشجع زراعة الذرة في الرقة لأن المنطقة زراعية ويعتمد أكثر من /80/ بالمئة من سكانها على الزراعة كمصدر للدخل.

وتكمن أهمية تأهيل المجفف في كون الذرة الصفراء من المحاصيل التي يتم قطافها بداية الشتاء، لذلك يُعتَبرُ تجفيفها وتخزينها من أكبر المشكلات التي يواجهها المزارعون.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمجفف /٤٥/ طناً من الذرة الصفراء خلال الساعة الواحدة، بحسب “ديرك”.

“قمنا بتأهيل ثلاث وحدات لتجفيف الذرة الصفراء، طاقة كل وحدة /٤٥/ طناً من الذرة والتي يستغرق تجفيفها مدة زمنية تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات.”

ورجّح الرئيس المشارك بدء استقبال محصول الذرة من المزارعين مطلع الشهر القادم، “حيث سيتم تجفيف الذرة وتخزينها في مستودعات خاصة.”

وأشار إلى أن شركة تطوير المجتمع الزراعي تقوم حالياً بدراسة وضع تسعيرة لمحصول الذرة، وتحديد آلية استلام الإنتاج.

وتتوزع الأراضي المزروعة بالذرة الصفراء في الرقة على مساحة حوالي /20/ بالمئة من الأراضي المرويّة.

وكان مزارعو الذرة الصفراء في مدينة الرقة خلال السنوات الأخيرة يضطرون لتجفيف محاصيلهم عن طريق تعريضها لأشعة الشمس على الطرقات العامة والساحات الفارغة.

لكن تلك المحاصيل كانت تتعرض غالباً للتلف بسبب الأمطار المبكرة، ناهيك عن مشكلات مرورية بسبب إشغال مساحات من الطرقات العامة.

وقال محمد الحسين (26 عاماً)، وهو مزارع من قرية المظلة شمال مدينة الرقة، إنه زرع هذا الموسم /15/ دونماً، وهي نصف المساحة التي اعتاد على زراعتها سابقاً، بسبب ارتفاع التكاليف وعدم توفّر مساحات لتجفيف محصوله.

 وأضاف: ” نستطيع هذا العام أن نجني محصولنا وننقله بشكل مباشر الى المجفف دون الخوف من تلفه بسبب الأمطار.”

لكن مجد الأحمد (٢٧ عاماً)، وهو مزارع من قرية رويان شمال غرب الرقة، تخوّف من الخسارة مجدداً بسبب التكاليف المرتفعة التي تكبّدها.

وطالب الإدارة الذاتية بوضع تسعيرة ثابتة لمحصول الذرة ووضع آلية لشرائها من المزارعين “لوضع حدٍّ لاحتكار التجّار.”

وأضاف: ” لقد تحكّم التجّار بأسعار الذرة طيلة الأعوام الماضية حيث كانوا يبخسون أسعارها بحجة تعرّضها للمطر أو لتلفها.”

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: حكيم أحمد