مخيمات إدلب: مزارع صغيرة حول الخيام تساهم في تأمين أصناف من الخضار
إدلب – نورث برس
في أرضٍ صخرية جرداء على الحدود السورية التركية، يتفقد “أبو جاسم” (45 عاماً) بستانه الصغير والذي زرع فيه ما تحتاجه أسرته، حول خيمته بمخيم الهبيط شمال إدلب.
يسعى هذا النازح، بالإضافة إلى آخرين مثله، في مخيمات منطقة دير حسان الحدودية، إلى تأمين احتياجاتهم من الخضار من خلال زراعة مساحات ترابية حول الخيام التي يسكنونها.
ويقول لنورث برس إن ارتفاع أسعار الخضار دفعه لزراعة فسحات ترابية قرب خيمته بعدة أنواع من الخضار الصيفية، إضافةَ إلى زراعة بعض شجيرات الزينة والورود.
وزّع “أبوجاسم” في كل فسحة شتلات متنوعة من الخضار الصيفية كالبندورة والباذنجان والفليفلة وغيرها ما شكّل مورداً غذائياً وفّر عليه الشراء من الأسواق خلال الأشهر الماضية.
“يبلغ سعر باقة النعناع حالياً ليرتين تركيتين، ومثلها للباذنجان، ويصل سعر كيلو البندورة إلى ليرة ونصف الليرة، وبذلك تكلّف أقل طبخة خضار نحو عشر ليراتٍ تركية.”
وتنتشر في محافظة إدلب مئات المخيمات، بينها عدد كبير من المخيمات العشوائية، وتضم أكثر من مليون نازح فروا من مختلف المناطق السورية بسبب الحرب.
ونزح داخلياً وخارجياً نحو /13/ مليون سوري منذ اشتعال الحرب، ويمثل هذا العدد حوالي /60/ بالمئة من سكان سوريا قبل عام 2011، حسب مركز “بيو” للأبحاث.
ويقع مخيم الهبيط في منطقة صخرية جرداء غير صالحة للزراعة، ما دفع بعض النازحين إلى شراء أتربة حمراء من الخارج وتفريشها قرب خيامهم للزراعة فيها.
وتساهم هذه المزروعات في تقليل الغبار وتنقية الهواء وكذلك تضيف مسحة جمالية على المخيمات التي عادةَ ما تبنى على أراضٍ جرداء بعيدة عن المدن والتجمعات السكانية.
أما “أم عبدو” (35 عاماً)، التي تسكن رفقة زوجها وأطفالهما الخمسة في المخيم، فقامت بإنشاء حوضٍ صغير وزراعته بعدة أنواع من الخضار في محيط خيمتها.
وتقول لنورث برس “بعد نزوحنا من ريف حماه الشمالي إلى هذا المخيم رأيت مساكب وأحواض مزروعة بالخضار فتشجعت على الزراعة.”
ولعلّ أصعب ما تواجهه هذه النازحة هو قلة المياه المخصصة للنازحين خلال فصل الصيف، حيث لا تكاد المياه المخصصة لكلّ عائلة أن تكفي مصروفها اليومي.
وشهدت سوريا عموماً تدهوراً معيشياً حاداً خلال العام الحالي وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية.
ويحاول عبد السلام الحمد (40 عاماً) أن يستعيد نشاطه الزراعي الذي كان يمارسه في منزله بريف محافظة حماة قبل الحرب.
ويزرع “الحمد” أنواعاً من البقوليات حول خيمته الصغيرة، بالإضافة إلى الخضار التي تحتاجها أسرته، ويقول إنه يستفيد من ثمارها وجمالها.
ويضيف: “الناس هنا يحبون الزراعة بشكلٍ كبير، لاسيما أنهم كانوا يعملون بها قبل النزوح وهذا يساعد كثيراً في تخفيف المصاريف.”