إسطنبول ـ نورث برس
فاجأ وزر الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” المهتمين بالملف السوري، بتصريحاته التي قال فيها إن “المواجهة العسكرية بين الحكومة السورية والمعارضة في البلاد انتهت.”
وأشار لافروف أمس الاثنين، إلى أنه “تم تعليق الدوريات المشتركة مع تركيا على طريق الـ (M4) لحين عودة الهدوء.”
واعتبر بعض المراقبين تلك التصريحات بأنها مؤشر على تفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا، وفق تبادل المصالح بينهما.
لكن البعض الآخر رأى فيها إعلان حرب وليس تمهيداً لأي حل قادم في مناطق خفض التصعيد.
وذكر محمود إبراهيم وهو باحث في مركز برق للسياسات والاستشارات في إسطنبول، في منشور على حسابه في “فيسبوك” أن تصريح لافروف هو “إعلانُ حربٍ وليس تمهيدَ حلٍّ.”
وأشار إلى أنه “لا ثباتَ لِقبّةٍ جوّيّة في حوض المتوسّط دون حصول روسيّا على جسر الشغور.”
أما سامر إلياس، وهو محلل سياسي مختص بالشأن الروسي، فرأى في أن تصريحات لافروف تدل على أن “زمن العمليات العسكرية الكبيرة قد انتهى إلى غير رجعة ويوجد هناك نقاط ساخنة يجري التعامل.”
وشهدت الأيام القليلة الماضية غارات روسية مكثفة هي الأعنف من شباط/ فبراير الماضي، على منطقة إدلب.
وقال “إلياس” المقيم في موسكو، لنورث برس، إن روسيا تؤكد بذلك أنه “على النظام السوري التفكير بموضوع التسوية السياسية المناسبة لجميع الأطراف السورية وتقديم تنازلات.”
وأشار إلى أن روسيا “لا تريد فتح حروب كبيرة في سوريا، وتعمل على حلحلة الأمور وتثبيت خطوط وقف النار، بانتظار التوافق على حل سياسي شامل للأزمة السورية.”
وحول تعليق روسيا للدوريات المشتركة على طريق الـ(M4)، قال “إلياس” إن “التعليق هو موضوع تقني يتعلق بعدم رغبة روسيا في حصول أي خسائر لجنودها خلال تلك الدوريات.”
وكان “لافروف” أشار في تصريحاته التي نقلتها قناة العربية، مساء أمس الاثنين، إلى أن “إدلب تخضع لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام، لكن هذه المنطقة يجري تضييقها.”
وأشار إلى أن الأتراك يواصلون بناءاً على المذكرة الروسية التركية، “محاربة الإرهابيين وفصل المعارضة المعتدلة عنهم.”
من جانبه يرى مأمون سيد عيسى، وهو معارض سياسي سوري يقيم في إدلب، إن المواجهة العسكرية في إدلب توقفت لأسباب عديدة.
وأشار إلى أن من أهم أسباب التوقف، “صمود فصائل المعارضة ومنعهم لأي تقدم لقوات النظام، إضافة للتعزيزات التركية إلى إدلب والتي شكلت قوة ردع كبيرة لكل من يفكر باستئناف الهجوم” على حد تعبيره.
وكان وزير الخارجية التركي، قد هدد بانتهاء العملية السياسية في سوريا، إذا ما أطلقت روسيا يد قوات الحكومة السورية لاستئناف العمل العسكري في إدلب.
أما فيما يخص تعليق الدوريات، فأشار “سيد عيسى”، إلى أنه “مؤقت ريثما يتم ترتيب آلية لحمايتها، وهذا ما سيوكل للفصائل العسكرية الموجودة في المنطقة ومنهم هيئة تحرير الشام”.
من جانبه، قال سليم الخراط، أمين عام حزب التضامن الديمقراطي، والمقيم في دمشق، إن “ما نفهمه من التصريحات الروسية، أن التفاهمات الروسية التركية تنفذ استناداً للقرار الأممي /2254/ ولكن ببطء.”