تحضيرات المدارس في حسكة وسط انتقادات آباء لتدني جودة التعليم

حسكة – نورث برس

يعمل قائمون على مدارس مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، هذا الأسبوع، على استكمال احتياجات بدء العام الدراسي الجديد وسط استمرار انقسام آراء العائلات بين تفضيل مدارس الإدارة الذاتية أو تلك التي تتبع وزارة التربية الحكومية.

ويأتي العام الدراسي الحالي بالتزامن مع ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا، ومخاوف من عدم قدرة إدارات المدارس على تطبيق إجراءات احترازية كانت قد قررتها كلٌّ من الإدارة الذاتية والحكومة السورية.

وتعمل إدارة المدارس التابعة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية على متابعة تحضيرات العام الجديد عبر دوام الكادر التدريسي والإداري لتقييم الاحتياجات وتوزيع الطلبة على أفواج.

وكان تفشي انتشار الإصابات بكوفيد -19 في مناطق شمال وشرقي سوريا قد دفع هيئة التربية لتأجيل موعد افتتاح المدارس من مطلع أيلول/سبتمبر إلى الرابع من تشرين الأول/أكتوبر القادم.

وقالت جيندا أحمي، الرئيسة المشاركة لإدارة المدارس في مقاطعة حسكة، إنهم قاموا خلال الأيام السابقة بتوزيع الكتب على المدارس، بعد الانتهاء من طباعة نسخ جديدة للصفوف الثلاثة الأولى.

وأضافت أن اعتماد نسخ جديدة لتلك الصفوف جاء بسبب تلف الكتب القديمة التي يستخدمها التلاميذ الأصغر سناً، كما أن النسخ الجديدة تزيد دافعيتهم للتعليم مع بدء كل عام جديد.

ولفتت “حمي” إلى تدريب مدرّسين على المنهاج الجديد للصف الثاني عشر باللغتين العربية والكردية، والذي يُدرّس للمرة الأولى.

 وتضمُّ مقاطعة حسكة نحو /1025/ مدرسة للمراحل الدراسية الثلاثة والروضات، بعدد يُقدَّر بنحو /150/ ألف طالب.

ويشتكي أولياء أمور في المدينة وريفها من تدهورٍ في مستوى التعليم الذي يتلقاه أبناؤهم في المدارس.

وانتقد آلان سيدو (37 عاماً)، وهو من سكان حي تل حجر، كلاًّ من النظام السوري والإدارة الذاتية فيما يخصُّ إدارة قطاع التعليم وسويّة التدريس المُقدَّم في المدارس التابعة لهما.

وفضّل الأب إرسال أطفاله الذين يدرسون في المرحلة الابتدائية إلى مدارس الإدارة الذاتية، لأنها تقدّم تعليماً بلغتهم الكردية.

وأضاف: “مدارس الإدارة الذاتية نظيفة وهناك اعتناء بالطلبة، بالإضافة إلى أنه ليس هناك اكتظاظ ضمن الصف الواحد على عكس مدارس الحكومة السورية التي تفتقد لأدنى متطلّبات النظافة والتنظيم”، على حدِّ قوله.

ويفضل “سيدو” الحرص على صحة أطفاله في ظل انتشار الإصابات بفيروس كورونا.

ويقول: “فيما يخصُّ مستقبل طفلي الجامعي، الله كريم، هناك ثلاثة ملايين طفل في سوريا تضرّر مستقبلهم، المهم أن يكونوا بصحة جيدة.”

وأعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية، صباح الثلاثاء، تسجيل /58/ إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق شمال شرقي سوريا، كانت الحصة الأكبر بينها /19/ إصابة في حسكة، فيما بلغ عدد الإصابات الكلّي /1209/ إصابة.

من جانب آخر، كانت مدارس الحكومة السورية المتركزة في المربّع الأمني قد بدأت الدوام، الأحد الماضي، بعد تأجيلها سابقاً.

ووصل عدد التلاميذ في الغرفة الصفية الواحدة في المدارس الحكومية بحسكة إلى نحو /90/ طالباً في بعض الأحيان (خمسة طلاب في المقعد الواحد)، بحسب أولياء بعض التلاميذ.

وفي الوقت الذي يفضّل بعض الآباء إرسال أطفالهم إلى تلك المدارس، ينتقدون نقص المستلزمات فيها وعدم التقيّد بالإجراءات الحكومية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا.

وقالت شمسة عثمان (39 عاماً)، وهي من سكان حي المفتي، إنها تقوم بإرسال طفلها في الصف الثالث الابتدائي إلى مدارس الحكومة السورية، لأنها تريد له “شهادة يُعترفُ بها.”

وأضافت أن بعض أولياء الأمور، ورغم عدم اقتناعهم بما يتم تدريسه من “مناهج البعث”، يتخوفون من ضبابية الوضع السوري، وتأثير أي تغيرات على مستقبل أطفالهم.

وقالت جيندا أحمي، الرئيسة المشاركة لإدارة المدارس في مقاطعة حسكة، إنه تم في السابق مناقشة موضوع التعليم مع الحكومة السورية التي أصرّت على تدريس مناهجها بالكامل.

الأمر الذي رفضته الإدارة الذاتية لأنها ترى ضرورة حصول مكونات المنطقة على التعليم بناء على لغتها وثقافتها، بحسب “أحمي”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: حكيم أحمد