قبيل القمة الأوروبية المرتقبة.. أردوغان يلتقي المستشارة الألمانية ورئيس المجلس الأوروبي
إسطنبول ـ نورث برس
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقعد لقاء الثلاثاء، مع كل من المستشارة الألمانية أنغيل ميركل ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
ويأتي ذلك قبيل يومين فقط من القمة الأوروبية المقررة، الخميس المقبل، والمخصصة لبحث أزمة شرق المتوسط والضغوط الفرنسية واليونانية لفرض عقوبات على تركيا.
ويرى مراقبون أن تركيا بدأت تشعر بالتوتر وسط مخاوفها من فرض عقوبات مشددة عليها، نتيجة تعنتها شرقي المتوسط، وبسبب حدة اللهجة والتصريحات متذرعة أن ما تقوم به في تلك المنطقة وفقا للقوانين الدولية.
وقال أردوغان أمس الاثنين: “ما دامت أمامنا عروض عادلة وصادقة. نعتقد أنه لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بالتفاوض أو الاتفاق وإلا فلن نهرب من أي صراع.”
وأضاف: “لا نمد أيدينا على حق أحد أو شرفه سواء في البحر المتوسط أو بحر إيجه أو في قبرص، لكن نريد فقط أن يحترم الآخرون حقوقنا.”
لا مواجهة
وحول إمكانية ما يستطيع الاتحاد الأوروبي فعله ضد تركيا، قال فراس شعبو، وهو باحث مهتم بالشأن التركي الاقتصادي والدولي، إن تركيا ليس لها قدرة على مواجهة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف “شعبو” المقيم في إسطنبول، لنورث برس، أن “تركيا اليوم تحاول وضع بصماتها في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود فقط.”
ولكن على الصعيد السياسي بحسب “شعبو” لا قدرة لها على مواجهة أوروبا بشكل كبير خاصة، وبالتالي فإن العقوبات الأوروبية قد تكون مدمرة لتركيا.”
ويرى “شعبو” أن “أوروبا لا تريد تركيا مدمرة لأن الوضع التركي ينبأ بكارثة على الاتحاد الأوروبي، تتمثل بهجرة مكثفة للملايين سوف يتجهون نحو أوروبا.”
وأشار إلى أن “هناك عامل اقتصادي وهو أن /70/% من ديون تركيا هي للمصارف أو من الحكومات الأوروبية، وفي حال تعرضت تركيا لهزة عنيفة ستتعرض ديون هذه الدول لها أيضاً.”
ولذلك بحسب “شعبو” ليس للاتحاد الأوروبي مصلحة بإسقاط تركيا، “ولكن من مصلحته إضعافها.”
واستبقت تركيا تلك القمة الأوروبية القادمة، بتصريحات على لسان وزير خارجيتها مولود تشاويش أوغلو، والذي قال فيها قبل أيام إنه “لا نتوقع صدور عقوبات ضد تركيا خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي 24 أيلول/سبتمبر الجاري، ولكن لا نستبعد ذلك أيضاً.”
وأضاف الوزير التركي أنه “من المحتمل صدور عقوبات بحق أشخاص أو شركات أو سفن تركية، ولكن تلك العقوبات المحتملة لن تثني تركيا عن طريقها.”
وفي الـ/6/ من أيلول/ سبتمبر الجاري، حذر الرئيس التركي أردوغان، من الخطوات التحريضية التي يمارسها بعض المسؤولين الأوروبيين والتي لا تساهم في الحل.
ودعا أردوغان الاتحاد الأوروبي لوضع حدٍّ لخطوات اليونان التصعيدية شرقي المتوسط وفي بحر إيجه، على حد تعبيره.
وقال محمد كاظم هنداوي، المدير الإقليمي للمنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، إن “الدول تفكر دائماً باقتصادها، أساس وجودها، ومن هذا المبدأ المواجهة بين الطرفين مستبعدة تماماً.”
واستبعد “هنداوي” المقيم في ألمانيا في حديث لنورث برس، المواجهة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بسبب المناخ الدولي، “ولكن من الممكن أن تتطور الأمور نحو القطيعة الديبلوماسية.”
حل الخلاف
وتسعى دول داخل الاتحاد الأوروبي من بينها ألمانيا لإيجاد حل للخلاف القائم بين اليونان وتركيا، “لأنها تعلم أن اليونان لديها مشكلة سياسية تاريخية مع تركيا”، بحسب “هنداوي”.
وأشار إلى أنه في حال حصلت إشكاليات بين الطرفين، فلن ترقى لحد المواجهة العسكرية بين أوروبا وتركيا، باعتبار أن اليونان لا تملك قرار خوض معارك ضد تركيا الغارقة في حروب بسوريا والعراق وغيرها.
وفي 10 أيلول الجاري، ترأس ماكرون قمة قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي في جزيرة كورسيكا الفرنسية، لمناقشة استراتيجية هذه الدول في التعامل مع تركيا بشأن ملف شرقي المتوسط.
وقال ماكرون في تصريح قبيل انعقاد القمة إنه “علينا كأوروبيين أن نكون أكثر حزماً ووضوحاً مع حكومة أردوغان التي تقوم بتصرفات غير مقبولة.”
وتحاول تركيا بحسب “هنداوي” كسب أصوات الاتحاد الأوروبي لصالحها، وهو “كسب مشروع لأن تقاعس الاتحاد الأوروبي معها دفعها الحضن الروسي والأمريكي، الأمر الذي سبب الأزمات الحالية.”