النقل الداخلي في دمشق.. عدم التزام السائقين بالمسار المحدد يكبِّد السكان تكاليف إضافية
دمشق – نورث برس
تضطر ميسم الخليل (30 عاماً)، وهي ممرّضة في مشفى التوليد بحي البرامكة وسط دمشق، أن تستقل أربع سيارات نقل داخلي للتنقل بين منزلها في حي “مزة-86” ومكان عملها.
لكن “الخليل” ليست الوحيدة في هذه المعاناة، إذ يضطر الكثير من سكان العاصمة لركوب أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى أماكن عملهم بسبب “عدم التزام سائقي السرافيس بالمسار المحدد.”
وقالت الممرضة: “أضطر للخروج باكراً وصرف قرابة ربع راتبي على المواصلات، لأن السائقين لا يكملون خطوطهم كما هو مقرر.”
ويقول سكان في دمشق إن ظاهرة عدم التزام السائقين يجعلهم مجبرين على قضاء ساعات طويلة تحت أشعة الشمس وفي الازدحام بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى وجهتهم.
وقالت شيرين العلي (25 عاماً)، وهي مندوبة مبيعات، إن “معظم السرافيس على خط الجديدة تقتصر على الذهاب من البرامكة إلى المزة-أوتوستراد فقط.”
“كما أن سرافيس مساكن الحرس وقدسيا والضاحية تجبر الركاب على النزول في مفارق وسط الطريق، وينطبق الأمر على سرافيس ركن الدين ومساكن برزة وجرمانا ودويلعة.”
تعرفة جديدة “شكليّة”
وأصدر المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، أواسط أغسطس/آب الفائت، تعرفة ركوب جديدة لوسائل النقل العامة التي تعمل على مادة الديزل (المازوت).
وتتراوح التعرفة الجديدة للخطوط القصيرة لغاية عشرة كيلومترات ما بين /40/ و/75/ ليرة سورية.
فيما تتراوح التعرفة الجديدة للخطوط الطويلة التي تتجاوز مسافة عشرة كيلومترات بين /50/ و/100/ ليرة.
وقالت سمية البرازي (37 عاماً)، والتي تعمل في ورشة للألبسة بدمشق القديمة، إن “سائقي السرافيس لا يكملون مسارهم، بل ويتقاضون أجرة زائدة.”
وأضافت: “السرافيس التي تبلغ تعرفتها /75/ ليرة تأخذ /100/ ليرة.”
ويبلغ عدد سيارات النقل العام (ميكرو) في دمشق قرابة /1800/ سيارة، إضافة إلى وجود /310/ باصات نقل داخلي، سواء تلك التابعة للشركة العامة للنقل الداخلي الحكومية أو التابعة للشركات الخاصة، بحسب إحصائيات مديرية النقل.
وعزا مازن الدباس، عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في المحافظة، في تصريح لوكالة سانا التي تديرها الحكومة السورية، قرار رفع قيمة التعرفة إلى “ارتفاع تكاليف قطع الغيار وأجور الصيانة.”
لكن سكاناً في العاصمة يشتكون من “عدم” وجود آلية تُلزِم سائقي السرافيس على إكمال مسارهم والالتزام بالتعرفة دون تلقي أجوراً زائدة.
“تواطؤ” شرطة المرور
وتواجه عناصر شرطة المرور اتهامات تتعلق فيما وصفه سكان بـ”التواطؤ” مع سائقي سيارات النقل العام من خلال “غض النظر” عن تجاوزاتهم مقابل تلقي رشاوى.
وقال سائق ميكرو، اكتفى بالتعريف عن نفسه بـ”أبو عبير”، ويعمل على خط مزة-جبل، إنهم يدفعون “رشاوى يومية لدوريات شرطة المرور” التي تقف عند ساحة الهدى في المزة وساحة المواساة.
وأضاف: “حتى إن عملنا بشكل نظامي، فسيتحججون بأي شيء كي يقوموا بتسجيل مخالفات ضدنا. نعطي الشرطي ألف ليرة بشكل يومي لتجنّب الوقوع في المشاكل.”