أزمة الخبز.. سكان في السويداء مستاؤون من البطاقة الذكية وشروط الحكومة “التعجيزية”

السويداء – نورث برس

يخشى سكان من محافظة السويداء أن يؤدي قرار الحكومة السورية القاضي بتوزيع الخبز عبر البطاقة الذكية إلى زيادة معاناتهم في الحصول عليه.

ويرى آخرون أن الشروط التنفيذية التي أصدرتها المؤسسة السورية للمخابز لمعتمدي توزيع الخبز “تعجيزية”، ما يدفعهم إلى اعتبار القرارين يفتقدان إلى مراعاة معاناة الناس.

وقال سماح سلوم (50 عاماً)، من سكان مدينة صلخد التابعة للسويداء، إن هناك نقصاً بكمية الخبز، “نضطر للوقوف في طوابير طويلة وكثيراً ما نعود صِفر اليدين.”

وأضاف لنورث برس، أن متعمدي توزيع الخبز كثيراً ما يعتذرون للسكان لعدم كفاية الكمية ويعلّلون نقصها “بتخفيضها من جانب مسؤولي الفرن الحكومي.”

 وأشار “سلوم” إلى أن خبز الأفران الحكومية رديء وغالباً ما يتلف بسرعة “ويصبح غير قابل للاستهلاك البشري.”

وقال باستياء: “بات كلُّ شيءٍ يتطلّب الوقوف لساعات في طوابير لا تنتهي، لأجل الخبز والبنزين والغاز، والحكومة غائبة عن تخفيف معاناتنا.”

وانتقد “سلوم” القرار الحكومي بتوزيع الخبز عبر البطاقة الذكية واعتبره “مجحفاً في وقت أصبح فيه الخبز القوت اليومي لكثير من العائلات في ظل ارتفاع جنوني للأسعار.”

من جانب آخر، يشكو معتمدو توزيع الخبز أن الشروط الجديدة التي فرضتها المؤسسات الحكومية عليهم لتوزيع الخبز لا تراعي ظروفهم الاقتصادية الصعبة.

وقال سالم الطويل (٥٥ عاماً)، وهو معتمد توزيع الخبز بأحد أحياء السويداء: “أصبحت كمية الخبز التي تخصصها الأفران الحكومية قليلةً جداً ولا تلبّي حاجة السكان في حيّنا.”

وأضاف “الطويل” لنورث برس، أن الشروط التنفيذية التي وضعتها المؤسسة السورية للمخابز، “لا تتناسب مع وضعي المادي المتواضع.”

وكانت المؤسسة السورية للمخابز بدمشق قد أصدرت مؤخراً شروطاً تنفيذية تُلزِم معتمدي توزيع الخبز بحيازة سيارة من نوع “بيك آب” تحوي رفوف وصناديق خشبية لضمان إيصاله إلى المستهلك طازجاً.

وتساءل “الطويل”: “من أين سآتي لهم بسيارة بيك آب مجهّزة برفوف خشبية، والتي قد يصل ثمنها مع تلك المستلزمات إلى أكثر من أربعة ملايين ليرة.”

وأبدى المعتمد استغرابه من الشروط، “عجيب أمر هذه الحكومة وكأنها تعيش في بلدٍ آخر غير سوريا!”

وأشار “الطويل” إلى أنه حتى لو قام باستئجار سيارة فإنه سيدفع أربعة آلاف ليرة سورية أجوراً للنقل، لذا سيتعرّض للخسارة، “ذلك أن أرباحي اليومية لا تتعدى الـ/٢٥٠٠/ ليرة.”

من جانبه، قال وليد رضوان، نائب مدير دائرة الأفران والمخابز الآلية في محافظة السويداء إنه “سيتم في المرحلة المقبلة توزيع مادة الخبز عبر البطاقة الذكية في محافظة السويداء.”

وأضاف لنورث برس، أن القرار طُبِّق بدايةً في دمشق وريفها واللاذقية وأن الهدف منه تخفيف الهدر لكميات الطحين ليحصل الأفراد على مخصصاتهم بشكل عادل، بحسب قوله.

ولا يُخفي سكان المحافظة امتعاضهم أثناء الوقوف على الطوابير من قرارات الحكومة التي وصلت في عجزها إلى عدم القدرة على تأمين الخبز لمواطنيها، في مقابل ابتكار قرارات تزيد من معاناتهم بدل حلّها، بحسب قولهم.

إعداد: سامي العلي – تحرير: جان علي