في اليوم العالمي للسلام.. آمال ناشطين ومثقفين في قامشلي

قامشلي- نورث برس

يرى ناشطون في ميادين الثقافة والمجتمع المدني في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، إن مجتمعات الجزيرة السورية استطاعت الحفاظ على السلم خلال سنوات الحرب.

ويأمل هؤلاء في مستقبل آمن لأطفالهم الذين عايشوا صعوبات رافقت سنوات الحرب، ولا سيما مع التهديدات التركية المستمرة لمناطقهم.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت إعلان اليوم الدولي للسلام في عام 1981 من أجل ’”الاحتفال بمثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب.”

 وبعد عشرين عاماً، حددت الجمعية العامة يوم /21/ أيلول/سبتمبر تاريخاً للاحتفال بالمناسبة كل عام.

وقال حنا صومي، وهو مسؤول الجمعية الثقافية السريانية في قامشلي، إن مناطق شمال شرقي سوريا استطاعت أن تحافظ على السلام.

وأضاف أن ذلك تم من خلال مجابهة أبناء المنطقة لكل التهديدات “التي كانت ستهدم ما بنيناه خلال الأعوام التسعة الماضية.” 

ويرى “صومي” أن المنطقة “ابتعدت عن النزعات الطائفية والمذهبية والتي كانت تهدد أمن وسلام المنطقة.”

ورغم ذلك، لم يسلم سكان المنطقة من “تحرشات مستمرة للدولة التركية التي تحمل الفكر العثماني القومي والداعشي التكفيري”، على حد قول “صومي”.

ويقول مسؤول الجمعية الثقافية السريانية إن لديه الكثير من الانتقادات لعمل الأمم المتحدة والدول “التي تسكت عما يفعله الرئيس التركي وحزبه في مناطقنا.”

 وكانت تركيا قد هاجمت مع فصائل المعارضة الموالية لها مناطق شمال شرقي سوريا في تشرين الأول\ أكتوبر من العام الماضي وسيطرت على مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.

وقالت ميراي يوسف، وهي مهندسة من مدينة قامشلي، إن فعاليات بمناسبة يوم السلام العالمي تغيب عن مدينتها هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا.

وأضافت أن “من حق أطفالنا العيش بأمان وسلام في مدينتهم، بعد أن سرقت الحرب منهم الكثير.”

ومنذ بداية الاحتجاجات في سوريا عام \2011\، كان الأطفال أكبر المتضررين حيث قُتل الآلاف منهم وشُرد وهُجر الملايين.

وبحسب أرقام واحصائيات الأمم المتحدة فإن حوالي /6.7/ ملايين سوري تحولوا إلى لاجئين خارج سوريا منذ بداية الحرب، بينهم ما يقارب /2.5/ مليون طفل.

 فيما حُرم أكثر من ثلث الأطفال في سوريا من التعليم والخدمات الصحية الضرورية، بحسب تقارير أممية.

وتدعو الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لها والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد إلى الاحتفال باليوم الدولي للسلام.

ويتم الاحتفال بهذا اليوم، “كيوم لوقف إطلاق النار عالمياً وعدم العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله”، بحسب الأمم المتحدة.

بدوره، اعتبر مالك حنا، مسؤول الصليب السرياني في سوريا، أن السوريين كانوا يعيشون قبل العام 2011 بسلام مكبل بالعديد من القيود.

 وأضاف: ” كان السلام ضمن ما يُفرض علينا من شروط وقيود، ما تسبب باحتجاجات للمطالبة بالمواطنة والحقوق والمساواة، وهو ما تحول لاحقاً لحرب مستمرة.”

ويرى “حنا” أن سوريا عامة ومنطقة شمال شرقي سوريا خاصة تحولت إلى ساحة صراع للدول العظمى والإقليمية.

 وتأسست منظمة الصليب السرياني عام 2013 في مدينة ديرك، وهي منظمة إنسانية تطوعية إغاثية تعمل وفق مبادئ الصليب الأحمر الدولي.

يقول “حنا”: ” كصليب سرياني نتمنى أن يحل السلام في سوريا أجمع، كي يعود النازحون لمنازلهم التي أرغموا على الخروج منها.”

ويأمل في الوصول إلى حل سوري تتوافق عليه جميع الأطراف السورية، لإحلال السلام، وإيلاء الدور الأكبر للتعليم دون الحاجة للتفكير في لقمة العيش فقط.”

إعداد: ريم شمعون – تحرير: حكيم أحمد