ساعات انتظار في طوابير.. الشغل الشاغل لأصحاب سيارات في دمشق
دمشق – نورث برس
تبدو الشوارع والساحات العامة في العاصمة دمشق شبه خاوية من حركة المركبات التي اصطفت معظمها قرب محطات الوقود في طوابير تمتد لكيلومترات بانتظار مادة البنزين.
وباتت مسألة تأمين البنزين “الشغل الشاغل” لدى معظم السائقين وأصحاب السيارات والدراجات النارية، في ظل أزمة حادة بدأت قبل أكثر من أسبوعين في المناطق السورية التي تديرها الحكومة.
“انتظار لنصف يوم”
وقال عبدالرحمن محمد (40 عاماً)، وهو من سكان دمشق، إنه قضى ثلاث ساعاتٍ في الانتظار قرب إحدى محطات الوقود بدمشق ولا يزال منتظراً دوره.
وأضاف لنورث برس: “أخبرني أحد السائقين ممن نجح في الحصول على البنزين أنه انتظر /12/ ساعة أمام هذه المحطة حتى تمكن من تعبئة سيارته.”
وذكر “محمد” أن مادتي البنزين والمازوت لا تتوفران حالياً، بالإضافة إلى انقطاع الغاز والكهرباء في كثيرٍ من الأحيان، “أصبحنا في بلد الطوابير.”
وتساءل: “أين هي إدارة الأزمة وأين المخزون الاحتياطي؟ فهل من المعقول أن ننتظر نصف يوم أمام محطة الوقود لنحصل على بضع ليترات من البنزين.”
وبلغت الأزمة ذروتها بعد أسبوعين على بداية أزمة مادة البنزين في دمشق، وسرعان ما امتدت إلى حلب والساحل مروراً بحمص ومناطق أخرى تسيطر عليها الحكومة السورية.
“محسوبيات وسوق سوداء”
من جانبه وصف زين رمضان (30 عاماً) من سكان دمشق الوضع المعيشي عموماً بـ “المزري والتعيس” في ظل ارتباط معيشتهم بطوابير وأزمات متواصلة.
ويقضي “رمضان” ساعات من يومه في الطوابير، وينتظر للحصول على الخبز أو المنتجات المدعومة أو المحروقات.
يقول لنورث برس: “انقطاع البنزين أثقل كاهلنا، ونحن الآن مقبلون على فصل الشتاء وستكثر الطوابير بسبب فقدان وقود التدفئة.”
وكثيراً ما يتفاجأ السائقون وأصحاب السيارات والدراجات بنفاد الوقود بعد انتظارهم ساعاتٍ طويلة في الطوابير أمام المحطات الأمر الذي يثير استياءهم.
وقال “رمضان” أيضاً: “هناك تجاوزات ومحسوبيات كثيرة، ويحصل البعض على كميات إضافية من الوقود لبيعها في السوق السوداء، وذلك عبر إنقاص الكمية المخصصة للسيارات”، على حد قوله.
أما نور ديراني (45 عاماً) فيفضل التوجه إلى تعبئة سيارته بالبنزين بتكلفة /35/ ألف ليرة، ما يراه أفضل من التوقف عن العمل لأيام للحصول على بضع ليترات.
وعلى مرأى من مسؤولين وقيادات في الشرطة، يباع البنزين على الأرصفة والطرقات العامة بسعرٍ يصل إلى أكثر من ألف ليرة سورية لليتر الواحد.
ويعود مصدر هذه الكميات، بحسب مصادر نورث برس، إلى أصحاب محطات الوقود الذين يتلاعبون بالعدادات لتوفير كميات تباع للسوق السوداء.
“تعطيل الحركة”
ويرى “ديراني”، وهو صاحب مطبعة بجانب محطة وقود المزرعة بدمشق، إن أزمة البنزين أثرت على عمله أيضاً وكذلك على عمل كافة المحلات التجارية الموجودة في الشارع.
ويصعب على الزبائن زيارة المحال التجارية الموجودة في شوارع تنتشر فيها طوابير طويلة من السيارات وأصحاب السيارات، ما يؤثر على الحركة الشرائية، حسب قوله.
وفي أول تبريرٍ رسمي، كان بسام طعمة، وزير النفط في الحكومة السورية، قد أعاد أسباب الأزمة إلى العقوبات الأمريكية وتوقف مصفاة بانياس، داعياً السكان إلى مزيدٍ من “الصبر”.
وتنتج الحكومة السورية أقل من الربع من حاجتها النفطية التي تبلغ أكثر من /100/ ألف برميل نفط يومياً لتغطية السوق المحلية، بحسب خبراء اقتصاديين.