طلاب ناجحون في الثانوية العامة يصفون آلية القبول الجامعي بـ “واسطات قانونية”

دمشق – نورث برس

يشكو طلاب ناجحون في الثانوية العامة في سوريا آلية القبول الجامعي التي تشوبها الكثير من العيوب، وفق ما يقولون.

ويعيش الطلاب حالة من الترقب والقلق بانتظار صدور مفاضلة القبول الجامعي التي ستحدد شكل المرحلة الجديدة في حياتهم.

ويرى طلاب أن اعتماد نظام سقف العلامات “غير عادل” للحصول على مقعد جامعي، كما أن الظروف التي تمر بها سوريا من عدم استقرار وعدم توفر الكادر التدريسي بشكلٍ كافٍ تؤدي إلى عدم توفر تكافؤ في الفرص.

وينتقد هؤلاء أنواعاً من “المفاضلات الخاصة” ضمن المفاضلة العامة والتي تشكل غطاء لما يصفونه بـ”انتفاء العدالة.”

وقال تامر خانكان (18 عاماً)، وهو طالب ناجح في الثانوية من سكان دمشقإنه يتمنى أن يحصل على فرصة لدراسة الحقوق في الجامعات الحكومية، “لأنني لا أمتلك القدرة المادية للدراسة في الجامعات الخاصة.”

لكنه أضاف في إشارة إلى المفاضلات الخاصة بأبناء الهيئات التدريسية وغيرها: “لقد تعودنا على هذا النوع من التفرقة، فالواسطات أصبحت آلية قانونية.”

ويتفرع عن المفاضلة العامة في سوريا مفاضلات خاصة كثيرة، كمفاضلة أبناء الهيئة التدريسية ومفاضلة المعوقين ومفاضلة أبناء المنطقة الشرقية أو النامية ومفاضلة السوري غير المقيم ومفاضلة الطلاب العرب والأجانب ومفاضلة ذوي الشهداء ومفاضلة الجامعة الافتراضية.

وبحسب بحث قام به قصي عزام، وهو مهندس حاصل على درجة الماجستير في اختصاص نظم المعلومات، فإن “آلية القبول للجامعات الحكومية عن طريق المفاضلة تعاني من العديد من المعوقات.”

 وينتج عن مفاضلة القبول الجامعي مساوئ ناشئة عن نقص في التخطيط نجم عنه اختلال عددي أدى إلى زيادة في طلب فرص التعلم ونقص في الاستيعاب، بحسب الدراسة.

 ويضيف “عزام” أن القبول على أساس درجات النجاح لا يعطي معياراً صحيحاً عن قدرات الطالب ذلك أن العديد من المدراس تعاني من نقص في الكادر التعليمي المؤهل.

وكانت تقارير لمنظمة اليونسكو قد تحدثت عن مشاكل كثيرة يغرق بها واقع التعليم في سوريا، وأشارت إلى تضرر /309/ منشاة تعليمية خلال الحرب في سوريا.

 وأشارت تقارير أخرى للمنظمة إلى أن نسبة الالتحاق بالثانوية العامة للطلاب السوريين داخل سوريا لا تتجاوز /32/ بالمئة، وأن عدد الفتيات أكبر بكثير من عدد الفتيان.

وينتقد طلاب وأولياء أمور شروط التعليم “القاسية” في الجامعات الحكومية، وتبدو الحلول المطروحة في هذا السياق جزئية وآنية من خلال مفاضلة التعليم الموازي أو التعليم المفتوح الذي يقبل فيه المتقدمون بغض النظر عن عام الحصول على الشهادة الثانوية.

وقالت نتالي شنور (18 عاماً)، وهي طالبة ناجحة في دمشق، إنها ترى أن طريقة المفاضلة بالقبول الجامعي غير عادلة.

وأضافت :”بماذا يختلف عني ابن عضو الهيئة التدريسية حتى تقدم له هذه التسهيلات؟”

وعلقت على المفاضلات الكثيرة بتهكم: “لم يبق إلا أن يعلنوا عن مفاضلة خاصة بأبناء مجلس الشعب!”

أما الطالب جان ضاحي، فقال إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يعيشها الطالب، ومنحه فرصة أخرى غير الامتحانات النهائية لمرة واحدة.

وذكر أن الجامعات في الدول المتقدمة تقدم نماذج عن إجراء مقابلات وأسئلة شفهية للتقييم العام للطالب قبل تحديد فرع دراسته الجامعية.

إعداد: أحمد كنعان – تحرير: عكيد مشمش