ريف كوباني الشرقي.. مزارعون يخشون أن تتلف محاصيلهم الزراعية بسب ارتفاع مناسيب المياه
كوباني – نورث برس
يخشى مزارعون بريف كوباني الشرقي، من تلف محاصيلهم الزراعية، بسبب ارتفاع منسوب المياه في مجرى مائي قادم من تركيا، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في الآبار الجوفية.
وبدأ مزارعون من قرية قره موغ (/18/ كلم شرق كوباني)، مؤخراً بزراعة أراضيهم بمحاصيل “جبس البزر، البطاطا، السمسم”، مستفيدين من تدفق مياه مجرى مائي قادم من تركيا.
لكن ارتفاع منسوب المياه في ذلك المجرى تسبب بأضرار في تلك المحاصيل وقد تستمر تلك الأضرار لعدة أشهر في حال لم يتم تدارك الأمر، بحسب سكان في القرية.
وقال كانيوار سنجار (38 عاماً)، وهو مزارع من قرية قره موغ، إن زيادة مستوى المياه في المجرى الذي يصل للقرية، “يتسبب بأضرار وخسائر للمزارعين.”
وأضاف “سنجار” أن المياه كانت قليلة جداً في البداية ولكنها ازدادت تدريجياً، “ما بات يهدد نحو /70/ هكتاراً من المحاصيل الزراعية والأراضي.”
وقال إن استمرار جريان المياه أدى لنمو نباتات “الزل” الضارة، والتي أدت لإغلاق مجرى المياه، “لتفيض المياه عن مجرى وتغرق الأراضي الزراعية.”
وأضاف أن مياه الآبار في القرية فاضت أيضاً “وتدفقت نحو الأراضي الزراعية بكميات كبيرة.”
وأشار إلى أن سبع هكتارات من أراضيه المزروعة بالبطيخ والسمسم، باتت في الطرف الآخر من المجرى، ولا يستطيع الوصول إليها حتى مع استخدم الجرار الزراعي، بحسب قوله.
وقال المزارع إن مستوى المياه قبل نحو شهرين لم يكن يتعدى مستوى ركبته، فيما يصل حالياً إلى مستوى صدره قرب المجرى.
وأضاف أن الحل هو حفر مجرى مائي لإيقاف تمدد المياه لبقية الأراضي الزراعية “والتقليل من خسائر المزارعين.”
وأوضح أنه تقدّم بطلب للبلدية التي أرسلت مهندساً قبل شهر ولكن لم يقدموا لهم جسوراً إسمنتية ليستطيعوا المرور فوقها عبر مجرى المياه إلى أراضيهم الزراعية، بحسب تعبيره.
من جهته، قال مامو درويش (44 عاماً)، إن مشكلتهم تفاقمت منذ ستة أشهر، “فالمياه التي تأتي إلى القرية أثرت سلباً على الأراضي الزراعية، وباتت تهدد موسم البطاطا.”
وأضاف “درويش” أن بلدية شيران ساعدتهم بشكل مؤقت على حفر مجرى صغير، “لكن بدون وصول آلية حفر كبيرة فإن محصول نحو /70/ هكتار سيتلف.”
وقال المزارع إن على المسؤولين مساعدتهم بإرسال آلية حفر كبيرة، بعدما باتت الطرق الزراعية خارج الخدمة، ولا يمكن لأغلب المزارعين الوصول إلى أراضيهم جنوب القرية، بحسب قوله.
وأشار إلى أن سبب المشكلة هي المياه التي تأتي من طرف تركيا “والتي أدت لإغلاق مجرى المياه وفيضانه.”
ولفتَ إلى أن تركيا استقدمت أربع آليات حفر كبيرة وحفرت مجرى من جهتها “لحماية الجدار الفاصل على الحدود.”
وقال نزار شيخو، الرئيس المشارك لبلدية شيران، إن الأراضي الزراعية في شمالي قرية قره موغ غرقت بالمياه.
وأضاف أن رؤساء الكومينات قدّموا طلباً إليهم لاستقدام آليات لحل المشكلة “كي لا تُغرِق المياه بقية الأراضي الزراعية.”
وأوضح “شيخو” أن الإمكانيات الموجودة لديهم هي آلية “جي بي سي” وهي آلية صغيرة، وقاموا بإرسالها إلى القرية لحفر مجرى بين الأراضي الزراعية.
وقال إن المشكلة التي واجهتهم أثناء حفر المجرى “هي خروج المياه من الأرض بعد حفر متر أو مترين.”
وأشار إلى أن ما قاموا به من حفر مجرى بين الأراضي الزراعية كان “حلاً مؤقتاً.”
ولفتَ إلى أن حل المشكلة يحتاج إلى آلية “باكر” كبيرة خاصة بحفريات مجرى المياه “وهي غير متوفرة.”
وقال “شيخو” إن البلدية رفعت كتاباً رسمياً إلى لجنة البلديات في مدينة كوباني طلبت فيه استقدام “باكر” كبيرة لحل المشكلة.