انقطاع الكهرباء منذ عام عن قرى شمال الحسكة لوجود القواطع ضمن سيطرة تركيا

تل تمر – نورث برس

يعاني سكان مئات المنازل في الريف الغربي لبلدة تل تمر، شمال مدينة الحسكة، منذ نحو عام من انقطاع التيار الكهربائي.

 ويعود سبب انقطاع الكهرباء في تلك القرى إلى قطعها من الخطوط الرئيسة ضمن المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة.

وقالت أمينة أحمد (42 عاماً)، وهي من سكان قرية تل اللبن، تبعد نحو /10/ كم عن تل تمر، إن الكهرباء مقطوعة عن قريتها من الخطوط الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها تركيا.

 “نحن بلا كهرباء منذ نحو عام، نقوم بغسل ثيابنا بأيدينا ولا نشاهد التلفاز، ناهيك عن أن محيطنا بات صحراء فلا يمكننا العناية بالأشجار ولا زراعة الخضروات”.

وأضافت: “الحياة هنا صعبة للغاية، فهذا الصيف لم نشرب مياه باردة بسبب عدم وجود الكهرباء”.

ويقول سكان قرية تل اللبن إن الجيش التركي والفصائل التابعة له تتعمد قطع الكهرباء عنهم من قرية الدبس المجاورة والتي يفصلهم عنها الطريق الدولي M4.

ويعتمد معظم سكان القرى الغربية التي لا تصلها الكهرباء على المولدات لتأمين احتياجاتهم المنزلية، إلا أنهم يشتكون من الأعطال الكثيرة والمصاريف الإضافية التي تثقل كاهلهم في ظل الظروف المادية الصعبة.

وتشير “أحمد” إلى أنهم يقومون بتشغيل المولدة عدة ساعات في اليوم عند الحاجة بسبب ضعف الحال المادية.

وتغذي هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، مناطق سيطرة الجيش التركي والفصائل المعارضة المدعومة منها، في سري كانيه وتل أبيض بـ /15/ ميغا واط ساعي، مقابل ضخ المياه من محطة علوك، بحسب مسؤولين في مؤسسات الإدارة الذاتية.

وسيطر الجيش التركي برفقة الفصائل المعارضة المسلحة المدعومة منها، منذ تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، على مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.

وقال محمد الجاسم (53 عاماً)، وهو من سكان قرية الكوزلية، إن الاعتماد على المولدات الكهربائية تستهلك يثقل كاهلهم بسبب مصاريف استهلاك مادة المازوت.

وشدد الرجل على صحة ما قاله سكان القرية المجاورة: “كهرباء قريتنا مقطوعة من قرية الدبسة وهي تحت سيطرة المسلحين من الجيش الحر، ورغم محاولاتنا الحثيثة لمدنا بالكهرباء لكن لا جدوى”.

وتسبب قصف الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة المستمر على ريف بلدة تل تمر الشمالي، بقطع الكهرباء عن عشرات القرى، أكثر من عشر مرات، كان آخرها في السادس من أيلول/سبتمبر الجاري، وفق مديرية الكهرباء ببلدة تل تمر.

ويعاني سكان البيوت الطينية في تلك القرى، بالإضافة إلى الحاجة للكهرباء، من انتشار العقارب والحشرات الضارة مع ارتفاع درجات الحرارة وسط الظلام الدامس ليلاً.

وقال فهد سمعيلة، الإداري بمديرية كهرباء تل تمر، إن المحولات والقواطع التي تزود قريتي تل اللبن والكوزلية بالكهرباء تقع في قرية الدبس غرب تل تمر والتي تقع تحت سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، “وهم يقطعون الكهرباء”.

وأضاف أن الورش التابعة لمديرية الكهرباء لا تستطيع تقديم شيء لأن القواطع تحت سيطرة الأتراك.

وذكر “سمعيلة” أن ما يمنع التفكير بحلول أخرى بديلة هو أن اللجان لا تستطيع الوصول إلى القريتين حالياً بسبب الخوف من استهدافات تركية.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: حكيم أحمد