مقالع صخرية تتوسع على حساب مخيمات في إدلب
إدلب – نورث برس
تتزايد أعداد المقالع الصخرية في منطقة دير حسان بريف إدلب، شمال غربي سوريا، لتقترب من مخيمات ومناطق آهلة بالسكان، دون أي إجراءات لحماية السكان من مخاطر التفجيرات والأتربة وبقايا الصخور الناتجة عنها.
وينتشر في محيط بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي أكثر من /20/ مقلعاً تتسبب بإزعاج كبير للمدنيين، “فترى الجرافات والشاحنات في كل مكان تقوم بتقطيع الصخور وطحنها ونقلها”، وفقاً لسكان من البلدة.
وقال مختار السلوم (35 عاماً)، وهو نازح في مخيمات دير حسان، لنورث برس، إن أصوات عمل المقالع المجاورة للمخيم تستمر طوال اليوم.
“وهو ما يسبب رعباً للأطفال، وتصل الحجارة المتطايرة نتيجة التفجيرات أحياناً إلى داخل الخيام، بالإضافة للغبار الكثيف الناتج عنها”.
وأضاف أن سكان المخيم تقدموا بعدة شكاوى لإدارته لدرء المخاطر عن أماكن سكنهم، لكن دون جدوى، “فلا تزال المقالع الصخرية مستمرة بأعمالها.”
وذكر “السلوم” أن معظم هذه المقالع تتبع لـ”هيئة تحرير الشام” وهي من تقوم بحمايتها، “لذلك لا يمكن لأحد إيقافها.”
وأشار إلى أنه يتم إهمال الشكاوى رغم أن المقالع باتت تشكّل مخاطر كبيرة على النازحين، “خاصةً وأن المخيمات اتسعت عقب حركة النزوح الأخيرة وغدت قريبةً جداً من تلك المقالع.”
وقال الحاج حسين درويش (56 عاماً)، وهو نازح من ريف إدلب الجنوبي ويقيم في مخيم الجبل بدير حسان، إنه لجأ للمخيم لأنه لم يتمكن من إيجاد مساحة لخيمة تأوي عائلته “بسبب الأسعار المرتفعة.”
وأضاف أن المقالع الصخرية “باتت مصدر رعب يؤرق عائلتي وأحفادي الصغار، خاصةً أثناء تفجير الصخور”.
ويرى بشار الشيخ، وهو أحد سكان مخيمات دير حسان، “أن انتشار المقالع يأتي في ظل عدم وجود رادع قانوني لعمل المقالع.”
وقال إنها تعمل دون وجود شروط للسلامة، “وسط عدم الاكتراث لحال المدنيين الموجودين في محيطها.”
وأضاف: “أصبحنا ننتظر يوم الجمعة وهو عطلة معظم هذه المقالع للارتياح من ضجيجها”.
ولفتَ الإعلامي خالد حسينو، وهو أحد سكان مخيمات دير حسان، إلى أن رائحة البارود والمتفجرات المستخدمة في المقالع “تسبب حالات ضيق تنفس لدى الأطفال ولدى مرضى الربو.”
كما أن أعمال التفجير في المقالع تتسبب بتصدع المنازل القريبة في المخيمات، وبعضها معرضة للانهيار بسبب قوة الانفجارات، بحسب “حسينو”.
ولفت “حسينو” إلى أن معظم المخيمات في المنطقة هي أقدم من المقالع الصخرية، حيث أن معظم هذه المقالع بدأت عملها خلال العامين الماضيين، وهذه المخيمات بُنيت في أماكن صخرية هي “أملاك عامة”.
إلا أن حكومة الإنقاذ وضعت يدها على تلك الأملاك وقامت بتأجيرها لأصحاب المقالع الصخرية، دون أي اكتراث بمخاطرها على سكان المخيمات القريبة، وفقاً لقوله.
وشدد “حسينو” على أن أصحاب المقالع يجبرون أصحاب الخيام القريبة على إخلاء خيامهم لتوسيع أعمالهم.