سكان في ريف حلب الشرقي يشتكون من نقص الرعاية الصحية في المراكز الحكومية

نورث برس

يعاني سكان بلدات وقرى بريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، من عدم توفر مقومات رعاية المصابين بفيروس كورونا المستجد في المراكز الصحية الحكومية ونقاط الهلال الأحمر السوري.

 ويواجه مصابون من ذوي الأعراض الشديدة صعوبة في الانتقال إلى مشافي مدينة حلب بسبب بعد المسافة.

وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت، أمس الجمعة، تسجيل /19/ إصابة جديدة بفيروس كورونا في حلب، بينما وصل العدد الكلي للإصابات في البلاد إلى /3731/ حالة.

وقالت مريم الحمود، وهي ربة منزل أربعينية من مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي، إنها عانت قبل فترة من “حمى شديدة” جعلتها طريحة الفراش.

“اشتد بي المرض، فقصدت المركز الصحي،  فتم التعامل معي على أني مصابة بفيروس كورونا وطلب مني الأطباء المكوث بالمنزل مدة أسبوعين، دون فحصي أو أخذ مسحة للتحليل.”

وأضافت أن المركز الصحي الحكومي في مسكنة يفتقر لمعظم الخدمات، بالإضافة لنقطة طبية تابعة للهلال الأحمر السوري.

تقول “الحمود” إن وصفة الأطباء لها تضمنت فيتامينات ومقويات عامة، وإنها حصلت على “كبسولات” من نقطة الهلال الأحمر، لكنها تشتكي من عدم توفر جهاز تنفس عندما شعرت بضيق حاد.

وتضيف أنها اختارت أخيراً البقاء والاستسلام للقدر، “فمدينة حلب تبعد عنا /110/ كم ومشافيها مكتظة.”

وأدى نقص جاهزية المراكز الصحية إلى تخوف أقارب لمرضى وكبار سن من إصابتهم بالفيروس وسط زيادة ملحوظة في أعداد الوفيات خلال الفترة الماضية.

وقال خميس الخفاجي (30 عاماً)، وهو مزارع من بلدة السكرية شمال غرب مسكنة، إنه يخشى من إصابة أقاربه من كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة بفيروس كورونا.

ولفت إلى أنهم كمزارعين ومربي ماشية وسكان لا يستطيعون حجر أنفسهم والتوقف عن ممارسة أعمالهم.

وأضاف: “المركز الصحي في قريتنا غير مجهز، والعديد من الوفيات حصلت دون معرفة الأسباب، نرجح أنها حصلت بسبب فيروس كورونا.”

وتعاني معظم أرياف حلب من نقص مقومات مجابهة فيروس كورونا، وسط افتقار المراكز الصحية لمعدات طبية، بينما يقتصر عمل الكوادر المتوفرة على تقديم اللقاحات والفحوصات الطبية العامة.

وفي ظل القدرة الاستيعابية المحدودة للمراكز والمشافي المجهزة في حلب وأريافها، ينصح مختصون وقائمون على القطاع الصحي في المنطقة المصابين بكورونا بالاكتفاء بالحجر المنزلي.

وقال الدكتور محمود الموسى، رئيس المنطقة الصحية في ريف حلب الشرقي، لنورث برس، إن الأمر لا يقتصر على الأرياف، “فمعظم مشافي حلب تفتقد تلك التجهيزات.”

ولفت إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في أرياف حلب أقل من المسجلة في المدينة.

وأضاف أن مديرية صحة حلب بصدد تخصيص سيارات إسعاف وطواقم طبية جوالة تقدم رعاية للمرضى والمصابين بالفيروس.

وقال “الموسى”  أيضاً إن “المرض عموماً ليس خطراً على الجميع، لكن يجب أن يعامل أي عارض صحي يشمل حرارة مرتفعة وآلام مفاصل وسعال على أنه إصابة بفيروس كورونا.” 

ويبقى الحل بالنسبة للحالات المستعصية والخطرة فهناك هو نقلها إلى مشافي حلب، بحسب رئيس المنطقة الصحية في ريف حلب الشرقي.

إعداد: جان حداد – تحرير: حكيم أحمد