إدلب: مخاوف من “معركة قريبة” وشكوك في الوعود التركية

إدلب – نورث برس

على مسافة لا تبعد كثيراً عن الحدود التركية، يجلس مالك خليل (40 عاماً) داخل خيمته في مخيمات آطمة شمال إدلب، شمال غربي سوريا، في حالة ترقّب وتوتر وسط أحاديث عن اقتراب معركة إدلب.

ولا يثق “خليل” ونازحون آخرون بالوعود التي يسمعها من القوات التركية حول عدم سماحها ببدء أي عملية عسكرية في إدلب.

“تهمها مصالحها”

وتدفعه تجربته السابقة في حماة إلى التشكيك بالوعود التي تقدمها تركيا حالياً لسكان محافظة إدلب، إذ يقول لنورث برس: “لا يهمها سوى مصالحها.”

وسبق وأن سيطرت قوات الحكومة على ريف حماة الشمالي بعد وعودٍ كثيرة من تركيا بمنع حدوث ذلك، الحدث الذي لن ينساه النازح بعد أن كان سبباً في نزوحه إلى إدلب.

ولم تبدِ تركيا أيّ ردة فعل تجاه القوات الحكومية كما يقول نازحون في الريف الحموي، رغم أن نقاطها في مورك وشير مغار لم تسلم وقتها من القصف الحكومي.

ويصف “خليل” الوعود التركية بـ “الحبر على الورق، لا أكثر ولا أقل”، حيث أنها لم تكن يوماً صديقة للسوريين ولا يهمها سوى مصالحها، حسب قوله.

منشورات ووعود

وكانت القوات التركية قد وزعت، قبل أقل من شهر، منشورات ورقية في مدينة أريحا جنوبي إدلب، قالت فيها إن “وجودها يهدف لمنع أي اجتياح عسكري للمنطقة.”

وتنتشر في محافظة إدلب المئات من مخيمات النازحين، بينها عدد كبير من المخيمات العشوائية، وتضم أكثر من مليون نازح فروا من مختلف المناطق السورية بسبب الحرب.

ويخشى النازحون من بدء عمل عسكري مماثل لما حدث في شباط/فبراير الماضي، حيث سيطرت القوات الحكومية بدعم روسي على مدن وبلدات هامة في منطقة خفض التصعيد.

أما علاء الخالد (36 عاماً)، وهو نازح يعيش في مخيم الأطلال بإدلب، فيرى أن تركيا لم تقدم شيئاً إيجابياً، وعلى العكس تماماً، فقد خسرت المعارضة عشرات المدن والبلدات بسببها، وفق تعبيره.

وأضاف، لنورث برس: “كمدنيين هُجرنا إلى المخيمات، ولم يعد لدينا ثقة بالجانب التركي نهائياً.”

وأشار إلى أن تركيا التي سلّمت ريفي حماة وإدلب ومناطق أخرى للحكومة السورية ستسلّم مدينة إدلب أيضاً، معتبراً إياها “شريكة الأسد” في استمرار الحرب والدمار.

ومن جانبٍ آخر، رأى ياسر السلوم (57 عاماً) أن الموقف التركي في المعركة القادمة سيكون مختلفاً عن سابقاته بعد دخول الآلاف من الجنود الأتراك إلى إدلب وريفها.

ونوه “السلوم”، وهو نازح من ريف إدلب، أن المنطقة لم تعد قابلة للانحسار الجغرافي حيث أنها تضم ملايين المدنيين من سكان المنطقة والنازحين من مختلف المحافظات السورية.

وتشهد منطقة إدلب، منذ منتصف تموز/يوليو الماضي، تصعيداً عسكرياً، بعد استهداف دورية روسية-تركية غرب مدينة أريحا، أسفر عن إصابة عسكريين روس.

“مخيمات أخرى”

بينما قال خالد الرزوق، وهو ناشط مدني في إدلب، إن هناك إشارات على اقتراب معركة إدلب مع تقدّم التصعيد الأخير في منطقة جبل الزاوية من قبل القوات الحكومية.

وأشار، في حديث لنورث برس، إلى أن تركيا تقوم مؤخراً بإنشاء مخيمات وقرى سكنية بسرعة كبيرة في منطقة دير حسان على الحدود السورية التركية.

إعداد: براء الشامي – تحرير: هوكر العبدو