المخاوف من مخلفات الحرب تمنع عائلات من حي الخالدية بحلب من العودة لمنازلها

حلب – نورث برس

لا تزال مخلفات المعارك وآثار الحرب المدفونة تحت الأنقاض تمنع سكان حي الخالدية شمالي حلب من العودة إلى منازلهم، لا سيما تلك القريبة من منطقة الليرمون الصناعية.

ويتخوف السكان من احتمال تواجد قذائف وألغام وقنابل تحت الأنقاض وفي الشوارع، ما يمنعهم حتى من محاولة إعادة ترميم منازلهم.

وقال عثمان كسحو(40 عاماً)، وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية، لنورث برس، إنه لا يزال يسكن منزلاً مستأجراً ولم يتمكن حتى الآن من الذهاب لمنزله في الخالدية وتفقده.

وعلل ذلك بأن المنطقة شبه مدمرة والبيوت لا تزال غير آمنة، “فمن غير المستبعد انفجار لغم ما أو قذيفة يُحتمل أن تكون مدفونة بين الأنقاض.

ويرى “حسكو” أن الحكومة ممثلة بالجهات الأمنية والعسكرية مطالبة بالإسراع في تأمين تأهيل الحي لتوفير عودة آمنة لأهاليه الذين يعيشون في منازل مستأجرة.

ويقع حي الخالدية في منطقة حيوية بمدينة حلب بين شارع النيل جنوباً وجمعية الزهراء وحي الشهباء غرباً وهو متاخم للمدينة الصناعية.

بينما قال سليمان زهرة (38 عاماً)، وهو من سكان الحي وصاحب ورشة خياطة في القسم الجنوبي منه، إن السكان مستعدون لتأهيل منازلهم بأنفسهم.

وأن كل ما يطلبونه من الحكومة هو الإسراع بجمع الأنقاض وإزالة المخاطر الراكدة تحتها وفي الشوراع وداخل الأبنية السكنية.

والقسم الجنوبي من حي الخالدية “آمن نسبياً وقد جرى تأهيل معظم منازلة بعد إزالة الأنقاض التي قد تحتوي مواد متفجرة”، بحسب “زهرة”.

لكنه يرى أن الحي عموماً لا يزال يقع في خانة الأحياء غير المأهولة لوجود مساحات غير آمنة فيه.

وبالرغم من مرور أكثر من سبعة أشهر على دخول قوات الحكومة السورية إلى حي الخالدية، إلا أن الحكومة السورية لم تقدم بعد على إعادة الأمان إليه وإلى الأحياء المجاورة.

ففتح الشوارع وإزالة الأتربة، إضافة  لعمليات تفكيك الألغام، خطوات أقرتها الحكومة السورية، ولكنها لم تنفذ منها سوى فتح الطرقات.

وقال مروان الطحان (60 عاماً)، وهو مختار القسم الشرقي من حي الخالدية، إن مجلس محافظة حلب واللجان البلدية باشرت أعمالها في الحي، “ولكن بوتيرة بطيئة.

وأضاف، لنورث برس، أن “حي الخالدية لا يعتبر آمناً حتى الآن، لاسيما الأبنية المتاخمة لحي الليرمون الصناعي.”

وذكر “الطحان” أنهم تلقوا وعوداً رسمية بمواصلة العمل وتكثيف الجهود، لكنه لم يحدد موعداً للانتهاء من تأمين الحي.

ولفت إلى أنه “سيبقى على السكان المساهمة في الإبلاغ عن مخلفات المعارك وأماكن تواجدها في حال شوهدت في مكان ما من الحي”.

إعداد: جان حداد – تحرير: حكيم أحمد