منبج: انتشار أمراض بين الأبقار ومربون يتحدثون عن خسائر فادحة

منبج – نورث برس

قرر زهير حسين (34عاماً)، من ريف منبج، شمالي سوريا، أن يبيع بقرته “بسعر منخفض جداً” متحمّلاً الخسارة بعد فشل محاولات مداواتها من مرض الحمّى القلاعية.

ويعاني مربّون في منبج من عدم توفّر علاجات ولقاحات لأبقارهم، ما يؤدي لنفوق بعضها وبيع أخرى بأسعار بخسة.

وبلغ عدد الأبقار في مدينة منبج  \4500\ رأس، بحسب إحصاء مؤسسة الثروة الحيوانية بمنبج.

ويعتمد بعض السكان في أرياف منبج على تربية الأغنام، في حين تعتمد عائلات على تربية بقرة أو أكثر وبيع منتجاتها لتأمين مصاريف معيشتها.

وارتفعت أسعار الأبقار منذ نحو عام، ما جعل مرضها ونفوقها كارثةً بالنسبة للعائلات التي دفعت ما يمثّل “ثروة” لها في سبيل الحصول على دخل من تربيتها.

 وقال “حسين” إن بقرته التي اشتراها بأربعة ملايين ليرة سورية كانت كل رأسماله، لكنه اضطر لبيعها “بمبلغ /500/ ألف ليرة.”

وأضاف أنه يئس من جدوى العلاج بعد أن كلّفته المحاولات قرابة مئتي ألف ليرة سورية، وإنه قرر بيعها لأن “الرمد أهون من العمى”، على حدِّ تعبيره.

وقام المربّي بمراجعة أكثر من طبيب بيطري، فأخبروه بصعوبة معالجة أمراض الحمّى القلاعية والجدري بسبب عدم توفر لقاحات وعلاجات.

من جهته، قال محمد الأحمد، وهو طبيب بيطري في منبج، إن انتشار الأمراض بين الأبقار مؤخراً هو “بسبب النقص الحاد في اللقاحات.”

وأضاف الطبيب أن الإصابات التي سُجِّلت حتى الآن في منبج، “لا تزال قليلةً مقارنةً بعدد الأبقار”، لكنه حذر من ازديادها مع عدم توفّر اللقاحات.

“نحن مقبلون على كارثة ستصيب الثروة الحيوانية في المنطقة. مع اقتراب فصل الشتاء سيكون هناك المزيد من الانتشار لأمراض كالجدري والحمّى القلاعية وغيرها.”

وذكر الطبيب أنهم تقدّموا بطلب لمؤسسة الثروة الحيوانية في مدينة منبج، “شرحنا فيه الوضع القائم حالياً وكمية اللقاح المطلوبة للوقاية.”

وأعادت فاطمة منلّا، وهي الرئيسة المشاركة لمؤسسة الثروة الحيوانية في مدينة منبج، سبب نقص اللقاحات إلى “ازدياد أعداد الثروة الحيوانية.”

وذكرت، لنورث برس، أن المؤسسة تعمل على تامين جميع اللقاحات المطلوبة ولكن هذا الأمر سيستغرق بعض من الوقت “بسبب صعوبة الاستيراد من خارج المدينة.”

وأضافت أن أقصى مدة لتوفير لقاحات  للحمّى القلاعية والجدري والبروسيلا إضافةً للقاحات أخرى خاصة بالأغنام والماعز والطيور “لن تتجاوز \15\يوماً.”

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد