خط الدفاع الأول بمواجهة الوباء.. مسعفون من ديرك يروون تجربتهم مع مصابي كورونا
ديرك- نورث برس
في حالة تأهب تجلس المسعفة سولين حسن (22 عاماً)، على طاولة داخل غرفة صغيرة بمركز الطوارئ في مدينة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا.
وتترقب “حسن” قائدة فريق المسعفين بمركز الطوارئ، ورود مكالمة من غرفة عمليات الهلال الأحمر الكردي بمدينة قامشلي أو من مصابين بفيروس كورونا لينطلق فريقها المكلف بتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
ويداوم موظفو مركز طوارئ ديرك على مدار الـ24 ساعة لإسعاف أو استقبال الحالات الطارئة كـالحوادث والحرائق، لكن مهامهم توسعت أكثر مع انتشار وباء كورونا.
مسؤوليات إضافية
وتقول “سولين” لنورث برس، إن عملهم كان يقتصر على تقديم الإسعافات الأولية لحالات الحروق والحوادث والاحتشاءات الدماغية والقلبية ونقلها إلى المشافي المتخصصة قبل انتشار فيروس كورونا.
لكن حالياً باتوا يقدّمون الرعاية الصحية للحالات المشتبه بها أو المصابة بالفيروس.
وتبدأ الخطوة الأولى في عملهم بحسب “حسن”، بتلقي التعليمات وبيانات المريض من غرفة العمليات التابعة للهلال الأحمر الكردي في مدينة قامشلي.
ويتوجب على الفريق ارتداء لباس طبي خاص حينما يرافق سيارة اسعاف متوجها للتعامل مع حالات كورونا محتملة.
و”ينفذ موظفو المركز عملهم حالياً بدقة وحذر، بينما كانوا يسعفون المريض إلى المشفى ويقومون بواجبهم الانساني دون الشعور بالخوف قبل انتشار الجائحة”، حسب “حسن”.
وتضيف “الآن أصبحنا معرضين للإصابة أكثر… سبق أن أصيبت إحدى زميلاتنا في المركز، لذا يتوجب التعامل مع الإصابات بحذر لكي لا تنتقل العدوى لنا وننقلها لغيرنا.”
مصاعب
ويواجه الفريق عائق يتعلق بامتناع أسر عن استقبالهم خشية من تنمر المجتمع وهو ما قد يتسبب بتدهور صحة المريض ونقله للعدوى إلى محيطه، وفق “حسن”.
وتشير المسعفة إلى أنهم يقدمون الرعاية الصحية للمرضى ذوي الحالات خفيفة أو متوسطة في منازلهم، أما الحالات الشديدة فيجري نقلهم إلى قسم كوفيد-19 بمشفى ديرك.
ويرتدي المسعف عامر السلوم (24 عاما) بدلة واقية لفيروس كورونا قبل أن يتوجه إلى سيارة الاسعاف الخاصة بنقل المشتبه أو المصابين بالفيروس.
ويقول “السلوم” لنورث برس، “كلما وردنا اتصال عن حالة اشتباه، أرتدي البدلة، نحن نتعامل مع الحالة على أنها إصابة حتى نثبت العكس”.
“المرض ليس عيباً”
ويرى “السلوم” أن معظم السكان ما زالوا يستخفون بانتشار الفيروس وينفون وجوده، وهذا ما يفسر عدم ارتدائهم للكمامات وسط الازدحام داخل المدينة.
ويقول “السلوم” إن أغلب المرضى يعتريهم شعور بالخجل ما أن يرونا بهذا اللباس مع وقف سيارة الأسعاف أمام منازلهم.
ويضيف المؤسف أن أكثر الحالات التي تظهر عليها الأعراض لا تكترث وتخالط غيرها، “المرض ليس عيباً وإنما العيب من يخفيه”.
ويعمل في مركز طوارئ ديرك \12\ مسعفاً و\10\ سائقين إضافة إلى تخصيص \4\ سيارات إسعاف، اثنتان منهما خاصة بنقل مرضى كورونا.
وللمركز رقمان يستطيع السكان التواصل عبرهما مع المركز الذي يراجعه يومياً ما بين \10-15\ حالة سواء كانت إسعافية أو مشتبه بإصابتها في كورونا.
وتواجه مناطق شمال شرقي سوريا نقصا في المراكز الخاصة بمواجهة الوباء، فيما تخشى مؤسسات الإدارة الذاتية من عدم قدرتها على مواجهة تفشي الوباء.
وكانت أعداد الإصابات بالفيروس قد تجاوزت يوم أمس عتبة الألف مصاب منذ تصاعد الأعداد أواخر حزيران/يونيو الماضي.
وكان الهلال الأحمر الكردي قد افتتح في الـ 29 من مايو/ أيار الماضي، مركز الطوارئ والاسعاف في مدينة ديريك، الذي يعتبر المركز الخامس على مستوى شمال وشرقي سوريا.