باحث: الولايات المتحدة تضغط على الأكراد و الأتراك لأجل حل وسطي يرضي الجميع
واشنطن – NPA
قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، أن الولايات المتحدة وتركيا لم تتوصلا بعد إلى أي اتفاق حول شكل “المنطقة الآمنة” رغم استمرار الطرفين العمل عليها.
وأوضح جيفري, في ندوة عقدت في مركز SETA بالعاصمة الأمريكية واشنطن حول العلاقات التركية الأمريكية، أن الولايات المتحدة تتفهم مخاوف تركيا الأمنية وأنها مستعدة للعمل لاستبعاد “وحدات حماية الشعب” من الحدود ليحل السكان المحليون السوريون محل هذه القوات.
وفي حديث لـ “نورث بريس”, قال الباحث في الشأن التركي، نيكولاي ديو جوندرسن، إن الولايات المتحدة تضغط على الطرفين الكردي والتركي للوصول إلى “حل وسطي يرضي حلفاء واشنطن”.
ومن المتوقع أن يسافر السفير جيمس جيفري، إلى شمال شرق سوريا في الأيام المقبلة، في جولة جديدة من المفاوضات للتقريب بين وجهات نظر تركيا وحلفاء أمريكا من قوات سوريا الديمقراطية.
كما يرجح جوندرسن، أن تلعب القوات التركية دوراً و لو جزئياً في إدارة هذه المنطقة التي لم تتضح معالمها بعد.
ومن جانبه صرّح مستشار الإدارة الأمريكية حول سوريا, ريتشارد أوتزين، على هامش الندوة, من واشنطن لـ “نورث بريس” قائلاً ؛ “إن الأولويات الأمريكية في سوريا لا تتغير مع خطوة الانسحاب، ومن ضمن ذلك الحفاظ على سياسة متماسكة داخل سوريا لا تجلب الفوضى والتطرف”.
وأكد أوتزين خلال الندوة أن عدم تنفيذ ترامب لوعده بسحب القوات الأمريكية خلال ثلاثين يوماً, لا يعني أن الانسحاب قد أُلغي.
وأضاف أوتزين “ما بعد داعش، علينا الاهتمام بالبناء الدبلوماسي وتماسك المنطق لنحافظ على المكتسبات وإلا فإن الوضع حساس وليس مستبعداً أن تندلع أزمات جديدة”.
ويشخّص جوندرسن المشكلة التي تواجه مكونات شمال سوريا، على أنها “توحد تركي، إيراني، روسي، في مواجهة الوجود الأمريكي”. معتبراً أن هذه الدول تريد خروج أمريكا، وأن الطريقة المثلى لإضعاف هذا النفوذ هو “مهاجمة القوات الحليفة للولايات المتحدة”.
مضيفاً “للآن، أرى أمريكا تبدي تماسكاً في مواجهة هذه القوى، وبالتالي تحاول واشنطن المقاومة بعدم تنفيذ ما يريده هذا الثلاثي، حيث يتمهل ترامب بناء على نصائح مستشاريه لرسم مشهد لا يجعل مناوئي النفوذ الأمريكي منتصرين بالانسحاب”.
وكان البيت الأبيض أعلن في 19 من ديسمبر / كانون الأول العام الماضي، أن الولايات المتحدة ستبدأ بسحب قواتها من سوريا بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتراجع ترامب عن قرار سحب كامل قواته من سوريا، تحت ضغط كبير من البنتاغون، والدول الأوروبية، وقرر الإبقاء على مجموعة صغيرة لحفظ السلام مكونة من 200 جندي أمريكي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها.