سكان في منبج يقبلون على صالات استهلاكية وسط غلاء المواد الأساسية في الأسواق

منبج – نورث برس

يقول محمد جدعان (40 عاماً)، من سكان مدينة منبج شمالي سوريا، إنه وجد فارقاً في أسعار المواد الغذائية لدى أول زيارة يقوم بها لـ”ماركت نوروز” في الطرف الغربي من المدينة.

وافتتحت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، مؤخراً، صالات استهلاكية لبيع سلع ومواد غذائية أساسية في المدن والبلدات الرئيسية بالمنطقة “للتخفيف” من وطأة غلاء الأسواق المحلية.

وأضاف “جدعان” لنورث برس، وهو يتفحص أسعار المواد الموزعة على الرفوف: ” لم أكن أعلم بوجود هكذا جمعيات، وقررت الدخول إليها من باب الاستفسار عن الأسعار.”

وأصبحت الصالة في منبج مقصداً لسكان من المدينة وريفها للحصول على السلع الغذائية كالسكر والأرز والبرغل والزيت وغيرها من المواد بأسعار منخفضة مقارنة بالأسواق التي تشهد غلاء واحتكاراً.

ويبقى الفارق موجوداً، حسبما يذكر “جدعان”، حيث أن سعر كيلو الشاي في الصالة /6100/ ليرة وفي المقابل يصل سعره في السوق إلى /7500/ ليرة.

 وتباع في هذه الصالة عبوة الزيت النباتي (ذات سعة ثماني كيلوغرامات) بسعر /8400/ ليرة سورية، بينما لا يقلّ سعرها عن /9800/ ليرة في أسواق منبج، بحسب زبائن.

وكان مسلسل الانهيار الحاد لقيمة الليرة السورية قد بدأ مطلع أيار/مايو الماضي مع اقترب موعد تنفيذ قانون العقوبات الأمريكي “قيصر”.

ومع بدء سريان القانون أواسط حزيران/يونيو الفائت تفاقمت الأزمة الاقتصادية واشتد الخناق على السكان، في حين بدت الأسواق خارج السيطرة في عموم البلاد.

وتبنى الخطة الجديدة للإدارة الذاتية على مبدأ بيع المواد المنتجة محلياً بسعر التكلفة للسكان، بينما تباع المواد المستوردة بالدولار بحسب سعر الصرف لحظة البيع، وهو ما يجعل نسبة تخفيض الأسعار محدوداً للأخيرة.

لكن عمر محمد (42 عاماً) قال إن نسبة التخفيض المتوفرة تعني الكثير لذوي الدخل المحدود، إذ يقوم هو بشراء كيس من الحفاضات لطفله كل خمسة أيام.

وأثناء زيارته، وجد حفاضات أطفال من الماركة التي يشتريها لطفله الصغير بـ/3400/ ليرة، بينما تباع في الأسواق بـ /3800/ ليرة.

وتابع “محمد”، وهو معيل لأسرة مكونة من ستة أفراد: “تتوفر هنا كافة متطلباتنا اليومية من مواد غذائية ومواد تنظيف وغيرها.”

وجاء افتتاح صالات نوروز، بقرار من خلية الأزمة الاقتصادية التي شكلتها الإدارة الذاتية للحد من التدهور الاقتصادي لاسيما بعد انهيار قيمة الليرة السورية.

وتهدف خلية الأزمة بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية، إلى تفادي عقوبات “قيصر” ودعم الإيرادات العامة وتنويع مصادرها وترشيد النفقات العامة وتوجيهها نحو التنمية وتأمين فرص العمل.

وتتوزع في مدينة منبج، بالإضافة إلى صالة نوروز، ثلاث جمعيات تعاونية أخرى وتعرض مواداً ومستلزمات للمزارعين ومربي والمواشي.

وقال صفر زكريا، الإداري في الجمعيات التعاونية بمدينة منبج، إن “الهدف من افتتاح هذه الجمعيات هو تخفيض الأسعار ومكافحة الاحتكار والاستغلال”.

وأضاف، لنورث برس، أن المواد والبضائع التي تعرضها صالات الجمعيات التعاونية أرخص من تلك المتوفرة في الأسواق بنسبة خمسة إلى عشرة بالمئة.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: هوكر العبدو