تراجع الإقبال على مطاعم في ديرك شمال شرقي سوريا حتى بعد إلغاء الحظر

ديرك – نورث برس

عند دخوله إلى المطعم، يلاحظ سعد الخالد (28 عاماً)، وهو من قرية مسعدة بريف ديرك (المالكية)، أقصى شمال شرقي سوريا، ندرة الزبائن فيه.

ويستمر عزوف سكان كثيرين في ديرك عن ارتياد المطاعم، حتى بعد رفع الإدارة الذاتية كافة القيود المرافقة لحظر التجول والاكتفاء بالإجراءات الوقائية.

وقال “الخالد” إنه كان يرتاد المطاعم في السابق كثيراً، لكن ذهابه إليها أصبح نادراً لأنها أماكن مزدحمة، “تزداد فيها مخاوف الإصابة بعدوى فيروس كورونا.”

لكنه لم يجد هذه المرة مهرباً من تناول الطعام في مطعم قريب من المشفى الذي كان فيه لزيارة أحد أقاربه المرضى.

وكانت خليّة الأزمة في إقليم الجزيرة التابع للإدارة الذاتية، قد رفعت الحظر الكلّي في الـ/28/ من آب/أغسطس الفائت، واكتفت بتنبيه السكان للالتزام بالإجراءات الوقائية كوضع الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.

وقال برزان محمد صالح  (30 عاماً)، وهو من سكان مدينة ديرك، إنه توقف نهائياً عن ارتياد المطاعم رغم اعتياده عليها في السابق.

وأضاف أنه يعتمد الآن على الطبخ المنزلي “خوفاً من إصابته بالعدوى ونقلها لعائلته وأصدقائه.”

ويرى “صالح” أن خطر الفيروس لا يزال قائماً مع وجود إصابات جديدة كل يوم.

وبلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في ديرك وريفها حتى الآن /120/ حالة، بينها سبع وفيات، وهو ما يعتبر نسبة مرتفعة بالنسبة لباقي مدن شمال وشرقي سوريا.

وانخفضت نسبة إقبال الزبائن على مطاعم ديرك لأكثر من /70/ بالمئة، بحسب أصحاب مطاعم في المدينة.

وقال حاتم المفلح (37 عاما)، وهو طبّاخ في مطعم مسايا، لنورث برس، إن تراجع الإقبال على المطعم الذي يعمل فيه، “أدى لتكبّده خسائر فادحة، لا سيما أن المبنى بالإيجار وليس ملكاً شخصياً.”

وأضاف أن الأرباح التي يجنيها المطعم، “باتت غير متكافئة مع التكاليف، حيث باتت الأرباح لا تتجاوز \200\ ألف ليرة سورية يومياً في الوقت الحالي بينما كانت سابقاً تصل إلى مليون ليرة.”

ويأتي تراجع الإقبال رغم التزام العاملين في المطعم بقواعد النظافة والإجراءات الوقائية، بحسب “المفلح”،  فضلاً عن التعقيم الأسبوعي الذي يجريه عمال البلدية للمبنى.

وكان عدد الزبائن الذين يرتادون مطعم مسايا في السابق يصل إلى \100\ شخص يومياً بينما قلّ العدد إلى عشرة فقط أحياناً، بحسب “المفلح”.

ويدفع القائمون على المطعم، إيجاراَ شهرياً يبلغ \600\ دولار أمريكي، إضافة إلى أجور مادية لـ\12\ عاملاً فيه.

لكن فهد الفهد (28 عاما)، وهو عامل في مطعم زين الشام، قال إن تراجع الإقبال “لم يتسبب بخسائر مادية” حتى الآن.

وأضاف أن الزبائن لا يحجزون سوى ثلاث طاولات باليوم الواحد حالياً، بينما كان المطعم قبل كورونا “يعجُّ ليلاً نهاراً بالزبائن.”

إعداد: سولنار محمد – تحرير: حكيم أحمد