شوارع في حلب خالية من السيارات بسبب انقطاع البنزين

حلب – نورث برس

يقطع طارق الأسمر (48 عاماً)، وهو موظفٌ حكومي من مدينة حلب، مسافة خمسة كيلومتراتٍ يومياً سيراً على الأقدام للتنقل بين منزله ومكان عمله بسبب غياب “سرافيس النقل”.

ويعاني سكان مدينة حلب شمالي سوريا منذ فترة، من مشكلة نقص البنزين، ما دفع معظم أصحاب سيارات النقل الجماعي للتوقف عن العمل، في حين ارتفعت تكلفة استخدام التكاسي الخاصة.

ودفع الحال بنسبة كبيرة من سكان المدينة إلى السير على الأقدام لقضاء حاجاتهم، بدلاً من ركوب التكاسي الخاصة التي لا تتناسب تكاليفها مع دخلهم.

ويعجز “الأسمر”، الذي يعمل في القصر البلدي ويتقاضى راتباً شهرياً “متواضعاً”، عن دفع ألفي ليرة سورية كأجرة توصيلة للتكاسي الخاصة في الذهاب إلى عمله ومثلها في الإياب.

يقول إن أصحاب التكاسي كانوا يطلبون سابقاً /400/ ليرة سورية فقط لقاء توصيله من شارع النيل إلى القصر البلدي، إلا أنهم لا يرضون الآن مع أزمة انقطاع البنزين بأقل من ألفي ليرة سورية.

وتشهد محطات الوقود في مدينة حلب طوابير من سيارات الأجرة والمركبات الخاصة، والتي ينتظر أصحابها لساعات طويلة للحصول على بضعة ليترات من البنزين.

في جانبٍ آخر من المدينة، تنتظر فايزة مهروسة (34 عاماً)، وهي من سكان حي الحمدانية، حلّاً لأزمة المواصلات، لتتمكّن من الذهاب إلى السوق لشراء مستلزمات المدارس لأطفالها.

وقد يكلّف وصولها إلى السوق بواسطة سيارة تكسي نحو سبعة آلاف ليرة سورية، ما تراه مبلغاً كبيراً يُضاف إلى ثمن ما ستشتريه من مستلزمات لأطفالها.

وتقول لنورث برس: “لا يمكننا تحمل هذا الوضع من فقدان المواصلات وأزمة البنزين وارتفاع تسعيرة التكاسي التي لا تتناسب مع رواتبنا.”

وستضطر “فايزة”، حسب قولها، للتوجه إلى السوق المركزي سيراً على الأقدام لأن إمكاناتها لا تسمح بدفع /14/ ألف ليرة للذهاب إلى السوق والعودة إلى المنزل.

وتشير تقارير دولية وتحذيرات للأمم المتحدة إلى تزايد نسبة الفقر في سوريا وتزايد أعداد من يحتاجون لمساعدات غذائية ورعاية صحية.

أما محمد عبد السلام (45 عاماً)، فقد توقفت سيارته بسبب أزمة البنزين، ليضطر للخروج من منزله قبل ساعتين من موعد افتتاح الأسواق، للتوجه مشياً إلى محله في حي الجميلية.

ويقول “عبد السلام” إن شوارع المدينة لم تخلُ يوماً من السيارات كما يحدث هذه الفترة، حتى أن أحداً لم يعد يخرج للتنزه.

من جانبه، ذكر مصدر من فرع شركة “محروقات” بحلب، لنورث برس، أن سبب فقدان البنزين يعود لتأخر باخرة التي تستورد البنزين من الخارج.

وأضاف طالباً عدم نشر اسمه: “المصفاة الواقع في منطقة بانياس غير قادرة على تغطية احتياجات كافة المناطق السورية وهذا ما يتسبب بنقص البنزين.”

وتابع أن الحكومة السورية بدأت مؤخراً باستخدام مخصصات البنزين الاستراتيجي (المخزون الاحتياطي) ذات اللون الأصفر.

ولم يستبعد المصدر رفع تسعيرة البنزين بعد هذا الانقطاع.

إعداد: علي الآغا – تحرير: هوكر العبدو