انتشار ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي يؤرق سكان مدينة مارع بريف حلب الشمالي
ريف حلب الشمالي – نورث برس
باتت ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، كما العديد من مناطق سيطرة الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا، تؤرق السكان وتتسبب بإصابات بين المدنيين تكون بعضها قاتلة.
وتشهد مدينة مارع بريف حلب الشمالي فلتاناً أمنياً تفاقمه ممارسات فصيل الجبهة الشامية المسيطر على المنطقة، بحسب سكان في المدينة.
مسلّحون ومتنفّذون
ويقول سكان في مارع إن عناصر وقادة الفصائل والمتنفّذون في المدينة يملكون حرية كاملة في اقتناء السلاح.
ويضيفون أن هذا السلاح غالباً ما يُستخدم في المشاجرات و حفلات الأعراس دون إمكانية لضبطه من قبل فصيل الشرطة العسكرية الذي لا تستطيع تحدّي نفوذهم، وفقاً لسكان.
وقال أحمد الصالح (36 عاماً)، من سكان مارع، لنورث برس، إن إطلاق الرصاص العشوائي “كثيراً ما يؤدي إلى إصابات أو إلى إزهاق لأرواح بريئة في صفوف السكان.”
وأضاف أن هذه الظاهرة تمثّل تعبيراً عن حالة الفوضى المنتشرة في المدينة، “خاصةً خلال الأعراس والحفلات والتي غالباً ما يتسبب بها عناصر تابعين للجبهة الشامية.”
وأضاف “الصالح” أنه بالرغم من صدور تعميمات بمكافحة هذه الظاهرة ومنع إطلاق الرصاص العشوائي، “إلا أن التجاوزات لا تزال مستمرة في المدينة.”
ويمتلك فصيل الجبهة الشامية التابع لتركيا نفوذاً كبيراً في المدينة بعد أن تمكّن من ضمّ أعداد كبيرة من أبناء مدينة مارع إلى ألويته.
لكن سليم القصاب (39 عاماً)، من سكان مدينة مارع، يرى أن ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي ليست بجديدة، وأن من يتسبب بها هم “في الغالب عناصر وقادة فصائل يرون أنفسهم فوق السلطة والقانون.”
لا إمكانية للضبط
وأضاف “قصاب” في حديثٍ لنورث برس، أن فصيل الشرطة العسكرية عاجزٌ عن إيقاف أو منع هذه الظاهرة المستفحلة، وهو ما يجعل من ضبط الأمن ضرباً من المستحيل في ظل استمرار التسيّب والفلتان الأمني، على حدِّ قوله.
ورأى سليمان المصطفى (43 عاماً)، من نازحي ريف حمص المقيمين بمدينة مارع، أن ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي باتت لا تُحتَمل “وتحتاج إلى مكافحة أمنية مع ضرورة تنظيم حملات توعية مدنية واسعة.”
وعزا عنصر من “الشرطة المدنية” في مدينة مارع، أسباب الفلتان الأمني إلى وجود نقص في الكوادر والأجهزة، “بالإضافة إلى عدم وجود التزام بالتعميمات الصادرة عن الشرطة العسكرية.”
تجارة رائجة
واتهم العنصر الذي طلب عدم كشف اسمه، عناصر الفصائل وبعض سكان المدينة بالتسبب في عدم إمكانية ضبط الأمن نتيجة عدم التزامهم بالتعليمات والقوانين الصادرة، بحسب قوله.
وقال العنصر إن مفهوم الحرية لدى البعض يقتصر على حرية حمل السلاح واستخدامه “حيث باتت محلات بيع الأسلحة تفوق عدد محلات بيع الخضار في الشمال السوري.”
وتعاني معظم مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، حالة فلتان أمني، تُترجم على شكل تفجيرات متكررة واشتباكات بين مختلف الفصائل المسلّحة التابعة لها والتي غالباً ما يشارك قادتها وعناصرها في عمليات سلب ونهب وفرض إتاوات على المدنيين، وفق تقارير منظمات حقوقية.