مهرجان تسوقي بحلب وسط أزمة مواصلات حادة وغياب أسعار مشجعة

حلب – نورث برس

لم يشهد المهرجان التسوّقي الذي افتتحه فرع حلب لهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، السبت الفائت، أي إقبال ملفت نتيجة غياب أسعار مشجّعة وأزمة مواصلات حادة.

واُفتتح المهرجان في المدينة الرياضية بحي الحمدانية، وحمل عنوان “من المنتج إلى المستهلك” بهدف تقديم السلع بأسعار رخيصة، بحسب منظّمي المهرجان.

ورغم مشاركة /153/ شركة سورية، فإن الصالات الثلاثة للمهرجان لم تشهد حركةً ملفتةً للزوار.

وقال بعض الزوار القلائل إنهم لم يلاحظوا وجود فارق بأسعار المواد بالمهرجان مقارنةً مع أسعارها في الخارج، “على عكس ما أُعلِن عن هدفه.”

ومع أزمة البنزين الحادة التي تشهدها المحافظة وتوقّف أغلب وسائل النقل داخل المدينة، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد، رأى سكان في حلب عدم جدوى افتتاح المهرجان التسوّقي.

وقال سعيد سليم (42 عاماً)، من سكان الحمدانية بحلب، إنه ليس هناك مواصلات لتأتي الناس للتبضّع، “رغم غياب هكذا نشاطات عن المدينة منذ أشهر بسبب فيروس كورونا.”

وأشار لعدم وجود فرق كبير في الأسعار مقارنةً مع السوق الخارجية، وهو سبب آخر يُبعد الناس عنه، فالفرق يكون بسيطاً ويبقى السعر مرتفعاً على حدِّ قوله.

“فكيس الشعيرية يُباعُ بـ/1200/ ليرة سورية بدلاً من /1500/ ليرة، وسعر البلوزة النسائية بخمسة آلاف بدلاً من ستة، وسعر كيلو واحد من عسل “سدر خريفي” بـ/28/ ألف ليرة.”

بينما لا يتجاوز راتب موظف الحكومة السورية /50/ ألف ليرة، وهو ما يعادل /23/ دولاراً فقط، في ظلِّ تدني قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي (الدولار الواحد يعادل /2100/ ليرة سورية).

وقالت عبير كراسي (55 عاماً)، إنها لم تجد عروضاً في هذا المهرجان التسوّقي الذي وصفته بـ”الفاشل”، بالإضافة إلى عدم تخصيص باصات لنقل الزوار “كونه بعيد عن مركز المدينة.”

وتعاني حلب منذ أسبوعين من أزمة بنزين حادة تسببت بتوقّف مئات السيارات العامة والخاصة عن العمل، ما شكَّل عائقاً آخر أمام سكان المناطق البعيدة.

من جهته رأى محمد عبد الخالق، مدير شركة توليدو للصناعات الغذائية، أن عدم وجود إقبال كبير للأهالي على زيارة المهرجان “عائد لعدم وجود فارق كبير بالأسعار.”

وبرر الأمر بأن الشركات تخسر ولم تعد قادرةً على الخسارة أكثر من ذلك “فالوضع مأساوي بالنسبة لنا أيضاً.”

وأضاف: “إن وضعنا أسعار رمزية للمواد فسيكون على حساب مرابحنا، وإن بقى الوضع هكذا دون إقبال سنخسر أيضاً.”

أما الإداري بالمهرجان، حسين منصور، قال إنهم لم يتوقعوا هذا الشلل بالمهرجان، “كون مدينة حلب لم تفتتح أي مهرجان منذ بداية انتشار كورونا بالبلاد، لذلك كان من المتوقع توافد عدد كبير من السكان.”

ولفتَ إلى أن هدف المهرجان هو تشجيع الصناعة السورية و”منح أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة الفرصة لتسويق منتجاتهم وعرضها بشكل مباشر للمستهلك.”

وفي تعليقه على الأسعار، قال إن “الأسعار مقبولة نوعاً ما مقارنةً مع الأسواق الخارجية.”

ويضمُّ المهرجان صالة المواد الغذائية وصالة الألبسة واللوازم المدرسية وصالة مواد المنظمات، في محاولةً من الحكومة السورية لتخفيف العبء على المواطن، بحسب منظّمي المهرجان.

وتشهد مدينة حلب منذ بداية شهر آذار/مارس الفائت ارتفاعاً شديداً بالأسعار دون وجود حلول جذرية من قبل الحكومة السورية لتخفيضها في ظل تدني المستوى المعيشي.

إعداد: علي الاغا – تحرير: روان أحمد