اللاجئون العراقيون بمخيم الهول.. مناشدات للحكومة العراقية لإعادتهم لبلادهم
حسكة – نورث برس
ناشد لاجئون عراقيون في مخيم الهول، شمال حسكة، حكومة بلادهم لإعادة فتح باب العودة وتسهيل وصولهم لذويهم، ورفضوا اتهامهم بالانتماء لتنظيم “داعش”.
ونزح معظم هؤلاء أثناء المعارك التي دارت بين الجيش العراقي وتنظيم “داعش” في أعوام متفرقة قبل هزيمة الأخير وانتهاء خلافته.
وكانت الحكومة العراقية قد توقفت عن استقبال العراقيين خلال عامي 2019/2020 بسبب الوضع الأمني وانتشار فيروس كورونا وضغوطات وجهاء عشائر عراقية اتهموا هؤلاء اللاجئين بأنهم “دواعش”، بحسب لاجئين.
ويقيم في مخيم الهول نحو /65/ ألف شخص من لاجئين عراقيين ونازحين سوريين وعائلات عناصر تنظيم “داعش”، يتوزعون في /13/ ألف خيمة، بحسب إدارة المخيم.
عائلات مشتتة
وقالت “أم محمد”، وهي لاجئة عراقية من منطقة حصيبة القائم بمحافظة الأنبار، إنها تناشد أهلها وذويها الموجودين في العراق وشيوخ العشائر والحكومة العراقية “أن يرأفوا بحالهم ويسمحوا لهم بالعودة لمناطقهم.”
وأضافت أنها قامت بتسجيل اسمها وبناتها الثلاثة وقدّمت كافة المستلزمات الورقية للعودة، “ولكن الرحلات توقفت.”
و”أم محمد” امرأة مطلّقة ولها ابن وابنة بقيا مع زوجها في العراق حين نزحت مع ثلاث من بناتها مع بدء المعارك بين تنظيم “داعش” والجيش العراقي قبل ستة أعوام.
“قالوا لنا إن الحشد الشعبي الذي كان يقاتل إلى جانب الجيش العراقي سيعاقب كل القاطنين في مناطق سيطرة التنظيم، فنزحت إلى الأراضي السورية.”
ظروف معيشية
ويتوزع اللاجئون العراقيون، الذين يبلغ عددهم نحو /36/ ألف لاجئ، بينهم نحو /14/ ألف طفل وأكثر من /20/ ألف امرأة على أربع قطاعات في مخيم الهول الذي يعاني نقصاً في وصول المساعدات الإنسانية.
وقالت لاجئة، عرفت عن نفسها بـ”أم أحمد”، إن عائلتها المكوَّنة من سبعة أفراد تعتمد في قوتها على العمل في بيع الخضروات وقوالب الثلج في المخيم.
وأضافت أنها ترغب بالعودة إلى العراق للقاء أهلها.
وذكرت أن زوجها توفي في السجن عام 2012 وأنهم اضطروا منذ ثلاث سنوات للهرب والنزوح من منطقة الرمانة بالأنبار في العراق.
“لسنا منتمين لداعش”
في حين قالت عذراء محمود، وهي لاجئة عراقية من الأنبار، إنها وصلت للمخيم منذ عام ونصف، بعد أن “اضطررت للبقاء في الباغوز لأن لدي طفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة ووالدتي عجوز.”
وأضافت: “كان التنظيم يعيدنا إلى الباغوز خلال محاولتنا الفرار، وليس كل من كان هناك ينتمي إلى التنظيم.”
وذكرت “محمود” أن زوجها مسجون لدى قوات سوريا الديمقراطية، “ولا أعرف عنه أي شيء.”
وقالت وهي تناشد حكومة بلادها: “نناشدهم يرأفوا بحالنا لا عمل لدينا ولا رجال، لا حول لنا ولا قوة.”
ويضمُّ مخيم الهول أكبر عدد من نساء وأطفال عناصر تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، الذين يصل عددهم إلى نحو /11/ ألف شخص، وفقاً لإدارة المخيم.
ويشهد مخيم الهول بين الحين والآخر محاولات فرار من قبل عائلات عناصر التنظيم، بالإضافة إلى عمليات اغتيال وإحراق خيم، تقول إدارة المخيم إن متشددات يقفن وراء ذلك.
محاولات فرار
وقال سليمان حمادي، رئيس المجلس العراقي للاجئين في مخيم الهول، إن هناك عائلات عراقية فرّت من المخيم وأخرى ترغب بالوصول إلى مناطقها عبر إقليم كردستان العراق.
“وذلك بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها تلك العائلات وسط نقص المساعدات المقدّمة لها من قبل المنظمات العاملة في المخيم وخاصةً المواد الغذائية.”
وكان التنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية قد أثمر خلال عامي 2017 و2018 عن تسيير تسع رحلات للعراقيين الراغبين بالعودة من إلى بلادهم.
وبلغ مجموع العائدين آنذاك نحو /7500/ لاجئ عراقي، بحسب “حمادي”.
وأضاف رئيس المجلس العراقي للاجئين في مخيم الهول أنهم كانوا قد سجّلوا أسماء /250/ عائلة تضمُّ نحو /1500/ شخص من الراغبين بالعودة قبل أن يتوقف استقبال الرحلات من قبل الجانب العراقي.