الريف الشرقي لكوباني.. قصف تركي يومي يمنع سكاناً من زراعة أراضيهم
كوباني – نورث برس
يعاني سكان القرى الشرقية في منطقة كوباني والقريبة من خطوط الجبهة بريف تل أبيض من صعوبات يومية بسبب القذائف التي تتساقط بشكل يومي.
وتتسبب القذائف التي تطلقها القوات التركية و فصائل المعارضة التابعة لها بحرائق في المزروعات و تدمير لممتلكات المدنيين.
وينتقد سكان موقف الدول الكبرى وخاصةً روسيا التي يرون أن عليها وقف الانتهاكات باعتبارها ضامناً لأمن واستقرار المنطقة بموجب اتفاقية موقعة مع الجانب التركي.
وقال إسماعيل مصطفى، من سكان قرية جرن (/38/ كم شرق كوباني)، إن جميع سكان القرى القريبة من الجبهة لا يستطيعون زراعة أرضهم، بسبب سقوط القذائف العشوائية.
وأضاف أن قرى أخرى مثل أحمدي، وكوبرلك، والحرية، وقزعلي، و قورفل، تقع في مرمى القذائف العشوائية وقصف الطائرات المسيّرة التي تتسبب بحرائق في الأراضي الزراعية.
وأشار إلى أن السكان باتوا محتارين ومترددين في زراعة أراضيهم خلال الموسم الحالي خاصةً أنها تعتبر مصدر معيشتهم الوحيد.
وأوضح أن أغلب المحاصيل الزراعية في هذه المنطقة احترقت خلال الموسم الفائت بسبب القذائف العشوائية وقصف الطائرات المسيّرة.
وقال درويش بوزان، من قرية سَرزوري (/37/ كم شرق كوباني) أن معظم أراضي قريتهم قريبة من الحدود، وأن هناك خشية دائمة من سقوط قذائف الهاون واحتراق المحاصيل إضافة لخطورتها على حياتهم.
وأضاف “بوزان” أن أغلبية السكان عزفوا عن زراعة أرضهم وخاصةً أولئك الذين احترقت محاصيلهم في العام الفائت.د
ورأى أن على الدول الضامنة ومنظمات حقوق الإنسان أن تتدخل لحلِّ مشكلتهم ذلك أنهم يعتمدون في قوتهم على الزراعة وليس لديهم بدائل معيشية أخرى.
وقال “بوزان” إن عدداً قليلاً من السكان يزرعون أراضيهم ويستفيدون من مياه الري التي تصل إلى قراهم “لكنهم يبقون في خشية على مصير مزروعاتهم.”
وأضاف أن السكان باتوا يلجؤون إلى زراعة مساحات صغيرة مقارنةً مع إمكانياتهم ومساحات أرضهم، بسبب مخاوف من تكرار تعرض محاصيلهم لحرائق، على حدِّ قوله.
وأشار “بوزان” إلى أن هذه المعاناة موجودة لدى المزارعين في “قرى أغباش، وكولتب، وخانه، ودهنايك، وسرزوري، وجرن، والحرية.”
وشدد “بوزان” على أن السكان مجبرون على العيش في قراهم ويفضلونها على النزوح “رغم هاجس سقوط القذائف في تلك المنطقة القريبة من الجبهة.”
وشهدت قرى جرن، وخانه، ودهنايك، والحرية سقوط قذائف للمدفعية خلال الفترة الماضية كما سقطت ستة قذائف صاروخية مطلع أيلول/سبتمبر الجاري على قريتي قزعلي وهواليك، ما تسبب بهلع للسكان.
وقال محمود العيدو، من سكان قرية الحرية، إنه اضطر إلى العمل في أراض زراعية بعيدة عن قريته لأنه لا يستطيع زراعة أرضه بسبب سقوط القذائف على قريته بشكل متكرر.
وأضاف “العيدو” أن معظم المزارعين يتخوفون من زراعة أراضيهم “بسبب قربها من خط الجبهة.”
وأشار إلى أن غالبية السكان اضطروا للهجرة من المنطقة بسبب عدم توفر مورد لمعيشتهم “لاعتمادهم على الزراعة بالدرجة الأولى.”